حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 22284

رؤية في أولوية تطوير التعليم وتعزيز قيم الابداع والتميز

رؤية في أولوية تطوير التعليم وتعزيز قيم الابداع والتميز

رؤية في أولوية تطوير التعليم وتعزيز قيم الابداع والتميز

02-01-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

ان رقي الأمم والمجتمعات مرهون برقي الانسان نفسه ، في معلوماته ومهاراته وسلوكه . والمجتمع الفعال للأمة الحضارية يتكون من وحدات اسرية متماسكة ، وأفراد متكاملي الشخصية والكفائة ،وحسن الأداء في المواقف الحياتية المتكررة . ان رقي الأنسان نفسه في عصر العولمة الذي تفجرت فيه المعرفة ، وتعقدت فيه طرق العيش والانتاج ،وقصرت فيه المسافات ، وساد الاحتكار ، وتعددت الاحباطات وتشتت الاذهان ، وتحللت الأخلاق وانتشر الجوع والفقر ،والبطالة ،والأغتصاب واللقطاء ،والقتل ، والبلاء ، والحرمان والمعاناة ،والاحتباس الحراري ،وتأخر وانعدام نزول الأمطار ، يعتمد بدرجة أساسية على نظم التربية والتعليم وأساليبها المتبعة في المجتمع ،لأن التربية بمفهومها الحديث (احداث التغيير في السلوك الانساني. ) وهي الاداة الفعالة عبر القرون في احداث عملية التغيير الحقيقية داخل النفس الانسانية....... والمملكة الاردنية الهاشمية تشهد اليوم ، نهضة تربوية وتعليمية شاملة ، كمية ، كجزء من نهضة شاملة تشهدها البلاد في جميع المجالات، برعاية جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله . ويعتبر الطالب والتلميذ أساسا من الاسس الهامة التي يبنى عليها تعليم المنهج ،ولن أبالغ اذا قلت أن الطالب هو العمود الفقري في جسم المنهج بمفهومه الحديث الذي هو ( مجموعة الخبرات المربية التي تهيؤها المدرسة للتلاميذ بقصد مساعدتهم على النمو الشامل و تعديل سلوكهم .) هذا المفهوم الاخير لم يتم التوصل اليه الابعد سنوات طويلة ، عاشتها التربية في ظل المفهوم التقليدي ( اكتساب المعلومات والمعرفة ) حتى اصبحت لم تعد وسيلة لتحقيق اهداف التربية ، واستمر هذا الوضع فترة طويلة من الزمن ،حتى ظهرت اصوات تندد بهذا الاتجاه وتبين عيوبه ومخاطره. حتى اقتنع الكثير من التربويين بضرورة تغيير هذا الاتجاه التقليدي ، وتحويل الاهتمام الى التلميذ والمعلم ،وظهرت مناهج النشاط وتجلى ذلك في طرائق تدريس المشروع وحل المشكلات والوحدات الدراسيةوتعليم المفاهيم والاستقصاء .....واستمر هذا الاتجاه يقوى الى درجة التطرف كرد فعل على التربية التقليدية. وسرعان ما بدأ الاتجاه التربوي الحديث في الاعتدال عندما ادخل في اهتمامه المجتمع ، وبدأت التربية تسير نوعا في الطريق الصحيح ، حدث كل ذلك في أوروبا والولايات المتحدة. والغريب حقا أننا في مجتمعنا نعيش في دوامة التناقض ، مقتنعون تماما بماتنادي به التربية الحديثة ، اما في الواقع فنحن مع التربية التقليدية قلبا وقالبا في التركيز على المعلومات والحقائق والمفاهيم . الأضواء باهرة أمام أعيننا لكننا لانرى ! لانسمع ! استمرأنا السلبية والقنوع والتخلف ، فالطالب ما أن ينهي دراسته سرعان ما تتبخر معلوماته التي أمضى سني عمره في تحصيلها.... حتى ماتبقى منها بعد عمر طويل يصبح متخلفا ومتناقضامع عصر العلم والتكنولوجيا والعولمة . أين القيم ؟ أين العادات ؟ أين المهارات ؟ وما تكليف جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله بتأسيس اللجنة الملكية الاستشارية للتعليم برئاسة جلالة الملكة رانيية العبد الله حفظها الله ومتابعتها ،ما هو الادافع ومكسب كبير لهذه اللجنة يأتي في المكان الصحيح ، لتحقيق أهدافها بنجاح حقيقي ، فجلالتها أولت قطاع التعليم جل اهتمامها ،وعملت على تحسين العملية التعليمية ، أجواءا ومدرسة وبيئة صفية وجائزة تميز للمعلم وبحثا وتدريبا ومنحا دراسية ، وحدة متكاملة لغد أفضل وتوفير فرص تعليم حقيقي،من خلال تطلعاتها المستقبليية لما يجب ان يكون عليه قطاع التعليم في الأردن ، فكانت ترجمة لرؤى جلالة الملك لقطاع التعليم في المستقبل . واني لأرى ان الخروج من واقع التربية والتعليم الحالي ، ان تقوم التربية والتعليم بدورها الحقيقي ولتتحمل المدرسة مسؤولياتها كاملة في المساهمة في بناء المواطن الصالح الملتزم بالقيم المستهدفة. المواطن الذي لديه عادات واتجاهات مفيدة ، ونافعة لوطنه والبشرية جمعاء ، المواطن المزود بالمهارات اللازمة له ولمجتمعه ، المواطن القادر على التخطيط والتفكير العلمي . بحيث يتمكن من حل مشاكله ويساهم في حل مشاكل وطنه مساهمة فعالة. ان اعداد المواطن هو خدمة للفرد والمجتمع ، اذ لايمكن لمجتمع ما أن ينهض ويسير في ركب الحضارة والتقدم والانسانية الا على أكتاف مواطنين مزودين بالعلم والأيمان . ومع قناعتي التامة باهتمام وزارتي التربية والتعليم العالي بالنمو الشامل في الجانب : العقلي ، والثقافي ( المعرفي ) ، والجسمي ،والنفسي ، والفني المهني ، الا انني أرى ان أكثر ما نحتاجه اليوم اكثر من اي وقت مضى ، الجانب الروحي ، بعد انتشار المدنية والعولمة ، وطغى الجانب المادي على الجوانب الأخرى ، فتزعزعت القيم وانهارت الأخلاق وبدأ الانحلال ،وانقطعت روابط الاخوة والمودة بين أفراد المجتمع الواحد ، وبين أفراد الأسرة الواحدة ، وسادت الأنانية وحب الذات ومات الضمير ،ولم يعد الانسان يرى سوى نفسه ومصلحته ، فداس على الآخرين ليصل الى ما يريده ويشتهيه ، وجرى البعض وراء المادة والمال ، وودخلوا في دوامة الطمع .وركض البعض وراء الجنس واللذات حتى غرقوا في بحار الشهوة وظهر اللقطاء ، فأصبحوا كالحيوانات تسيطر عليهم الغرائز وتتحكم فيهم ، وجلس البعض يبكي ماحدث ويتباكى. اعود فأقول : اننا بحاحة شديدة الى تربية دينية على أسس سليمة تؤدي بالفرد الى عقيدة راسخة وضمير حي وسلوك قويم . وبدونها لاجدوى في تحسين و تطوير للتعليم ولا أمل في اصلاح . قال تعالى : (( والعصر ان الانسان لفي خسر الا اللذين ءآمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .)) العصر (اية ،1 ،2 ،3 ) صدق الله العظيم . فقد حدد ديننا الحنيف ما للفرد من حقوق وماعليه من واجبات ، نحونفسه وأسرته وأبويه وجيرانه ومجتمعه والعالمية باسرها . كماحدد واجباته في عمله ،وفي طريقه ،ونحو رؤسائه ومسؤوليه ،ونحو ربه، وأفاض في الحقوق ،حق الابن على أبيه ،وحق الجار على جاره ، وحق المحكوم على الحاكم ، والفقير على الغني ، والضعيف على القوي ، وحق المرأة على زوجها ، وحقا الزوج على زوجته .مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. ) ان نظام التربية الدينيةالخلقية الموروث يتميز ب : *تحقيق النمو المتكامل لشخصية الانسان . *الجمع بين الأصالة والمعاصرة . *العالمية والانسانية . * استخدام المنهج العلمي في التفكير والبحث . *الاستمرارية من المهد الى اللحد في التعليم والتعلم . * التقوى والأيمان بالتطبيق العملي . * الجمع بين الطابع الفردي والجماعي بتحمل المسؤولية . *استخدام تكنولوجيا التربية والتقويم المستمر والعادل . *التركيز على لغتنا العربية . كل ذلك بهدف اعداد الانسان الصالح والمواطن الصالح المتفاعل مع البيئة الاجتماعية والانسانية العالمية . قال تعالى : (( يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم . )) ( الحجرات ) آية 13 صدق الله العظيم .








طباعة
  • المشاهدات: 22284
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-01-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم