حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11175

نیبال: فاجعة أخرى تدمینا

نیبال: فاجعة أخرى تدمینا

نیبال: فاجعة أخرى تدمینا

01-04-2019 12:37 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فريهان سطعان الحسن
ُسلبت ضحكات نیبال الجمیلة التي كانت ترن في زوایا بیتھا، فتطرب أھلھا. أخذت معھا أحلاما صغیرة لم تتحقق بعد، وغابت بعد أن كانت زھرة یانعة تنثر عبیرھا على كل من حولھا، لتترك جروحا مدویة في قلوبنا سنحتاج وقتا طویلا كي نعالجھا.
منذ لحظة فقدان الطفلة وحتى صباح أمس، مرت علینا لحظات عصیبة، ونحن نطلع على تفاصیل قتلھا البشعة والموجعة، ونتخیل كیف كانت تكابد الألم، وتختبر طعم الموت مبكرا.. مبكرا للغایة!
ھذه الطفلة البریئة التي لم تكمل ربیعھا الرابع، وقعت ضحیة بین یدي یافع خال من الإنسانیة استباح روحھا البریئة، ووجد في جسدھا الغض الذي كان یركض فرحا للحیاة؛ فریسة سھلة المنال.
تلك الحادثة المأساویة التي لا یتحمل تفاصیلھا إنسان، ونحن نتخیل شعورھا وھي بمفردھا بلا عائلتھا وبلا أصحابھا، تصرخ وتستنجد ولا یسمعھا أحد، ذلك الشعور القاتل بمفرده، وما لحقھ من
أذى نفسي وجسدي أدى لنھایة حكایتھا التي لم تبدأ بعد!
نیبال طفلة رحلت من دون أن تعلم الذنب الذي اقترفتھ، اغتالوا براءتھا، وتركونا أمام العدید من الأسئلة التي ننتظر الإجابة عنھا.. أین قیمنا وأخلاقنا وإنسانیتنا، وما دورنا الآن لإیقاف كل ذلك
الشر كي لا تقع ضحیة أخرى أمام أعیننا؟
علینا أن نبحث عن إجابة وحلول، ونسارع لوضع أیدینا على الجرح قبل أن یزید نزفا، خصوصا
ونحن نعیش في مجتمع متغیر یعیش فیھ أشخاص یفتقدون للإنسانیة والمعاییر الأخلاقیة!
لا نعرف بھذه اللحظة على من نضع اللوم، ولا نستطیع أن نزید التعب النفسي على أم فقدت فلذة
كبدھا، وستعیش كل عمرھا الأسى والوجع والألم التي لن یداویھا شيء. ھي حالھا ككل الأمھات
اللواتي قد یغفلن للحظة عن الأبناء في أمكنة اعتقدن أن فیھا الكثیر من الأمان والحب والخیر!
لم یتوقف ألم ھذه الطفلة برحیلھا، بل زادت الإشاعات التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي
/4
من أوجاع العائلة. أناس عدیمو الأخلاق اختلقوا الكثیر من القصص التي تتحدث عنھا وعن مقتلھا، أغلبھا معلومات كاذبة ولیست صحیحة، لحین وصول البیان الرسمي من الأمن العام الذي أوضح بالتفصیل كیف حدثت الجریمة.
ذلك كلھ، دفع ذویھا أمس للظھور على الإذاعات المحلیة، طالبین من الجمیع التوقف عن اختلاق
أحادیث وقصص سببت لھم أذى نفسیا واجتماعیا، یتوسلون الرحمة من أكاذیب لیست بمكانھا،
واستباحة لابنة لم یجف دمھا بعد!
في كل حادثة تشبھ تلك، یبدأ رواد مواقع التواصل بتداول أخبار تنتھك حرمة عائلات، ذلك الدور السلبي بنشر الإشاعات وتداولھا ونسب صور لیس لھا، من دون أدنى حس بالمسؤولیة، وما یجره ذلك على الأسرة بأكملھا من ألم وأذى.
ینبغي أن نعید النظر بطریقة تعاملنا مع تلك الوسائل، وأن ننھض ونتحمل مسؤولیاتنا الاجتماعیة
والإنسانیة جمیعا، علنا ندرك حجم الأذى الذي نسببھ لشخص ما بسبب استھتارنا وعدم اكتراثنا بما
نقوم بنشره وتداولھ!
وعلینا أیضا، أن نكون أكثر حرصا على أطفالنا، لأن المجتمع تغیر ولم یعد كما كنا، بل أصبح
یتوجب علینا الحذر أضعافا مضاعفة، وتوعیة أبنائنا بكیفیة التعامل مع الغرباء، وعدم تركھم
بمفردھم قدر الإمكان. ربما ذلك لا یكفي، لكن علینا أن نفعل ما بوسعنا لحمایتھم من وحوش كثر
یعیشون بیننا.
لا شيء یوازي حجم الألم الذي تعیشھ عائلة نیبال، وكمیة القھر الذي یتجرعونھ حسرة وغضبا
وغصات حتى آخر یوم لھم على ھذه الأرض.
لك الرحمة یا نیبال ولأھلك الصبر.. ولنا من قصتك عبرة علنا نتعظ منھا!!








طباعة
  • المشاهدات: 11175
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم