02-04-2019 11:59 AM
سرايا - إذا كنت تستغل أي وقت فراغ يسنح لك في تصفح حسابك على موقع فيسبوك أو تطبيق إنستغرام فلا تبتئس، فلست وحدك بالقطع من يفعل ذلك. لكن هل فكرت يوماً في الكيفية التي يمكن أن تتأثر بها رؤيتك لملامحك ولتكوينك الجسماني، بفعل تصفحك لكل هذه الصور التي تطالع فيها بنيان الآخرين، سواء كان الأمر يتعلق بصورة صديقٍ لك خلال عطلته، أو صورةٍ ذاتيةٍ "سيلفي" التقطها أحد المشاهير لنفسه في صالة الألعاب الرياضة؟
فبعد سنواتٍ طويلةٍ أُنْجِزَتْ فيها الكثير من الدراسات بشأن الكيفية التي تضع فيها وسائل الإعلام الرئيسية معايير غير واقعية للجمال، سواءٌ من خلال عرضها صوراً لمشاهير جرى التلاعب فيها من خلال برامج التحرير الشهيرة في هذا الشأن، أو ما تقدمه من صورٍ لعارضات أزياءٍ بالغات النحافة، باتت عوامل تأثيرٍ ذات طابعٍ مختلفٍ تملأ الصفحات الخاصة بحساباتنا على مواقع التواصل، ولذا فمن السهل تصور أن لهذه المواقع بدورها دوراً سلبياً للغاية على تصوراتنا بشأن هيئتنا الجسدية.
كما أنه من المحتمل أن تكون هناك وسائل من شأنها تنظيم العدد الهائل من الصور التي يمكن أن تراها من خلال حسابك على إنستغرام مثلاً، وذلك لجعلك تشعر برضا أكبر حيال مظهرك وتكوينك الجسدي، أو لكي تكف - على الأقل - عن الشعور بأنك لست على ما يرام في هذا الشأن.
وقبل التطرق إلى مزيدٍ من التفاصيل، ربما يجدر بنا التذكير بأن الدراسات العلمية التي أُجريت بشأن العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والصورة التي يكوّنها المرء عن تكوينه الجسماني لا تزال في مراحلها الأولية، وأن غالبيتها تشير إلى وجود علاقات ترابط بين العوامل المختلفة في هذا الشأن لا أكثر.
ويعني هذا أنه ليس بوسع تلك الدراسات أن تثبت - مثلاً - ما إذا كان تصفح شخصٍ ما لحسابه على "فيسبوك" يُحْدِث لديه مشاعر سلبيةً حيال مظهره، أو أن من يهتمون بمظهرهم أكثر ميلاً لاستخدام هذا الموقع أم لا.