سرايا - من المؤكد أن الوكالات تحتاج لتحقيق ربح معقول كي تكون قادرة على الاستمرار في التواجد بالأسواق، وهو ما يعد أمر بديهي بالنسبة لأي شركة أو مؤسسة بالطبع، من أصغر المتاجر وحتى أكبر المولات، ورغم أننا قد نفكر في كون السيارات الجديدة هي مركز الربح الأكبر لأي وكالة، إلا أن الحقيقة مختلفة عن ذلك تماماً.

حسب أحدث إحصائيات الرابطة الوطنية الأمريكية لتجار السيارات، تساهم مبيعات السيارات الجديدة بحوالي 30% من إجمالي أرباح الوكالات، وهو ما يتضمن بالطبع أرباح أنظمة التقسيط والتأمين.

في الوقت ذاته، تساهم مبيعات السيارات المستعملة بحوالي 26% من إجمالي أرباح الوكالة، وهو ما يتضمن أيضاً أرباح بيع أنظمة تأمين وضمان هذه السيارات.

ولكن الأمر المفاجئ حقاً هنا، هو أن قسم الخدمات وبيع قطع الغيار وإصلاح السيارات، عادة ما تكون مسؤولة عن 44% من إجمالي أرباح الوكالات، أي أن هذا هو مصدر الربح الأكبر بالنسبة لأغلب الوكالات، وليس بيع السيارات ذاتها.

يشعر الكثير من المشترين بالقلق أثناء توجههم إلى وكالات السيارات، حيث يتوقع أغلبنا أننا سنقوم بمناقشة سعر السيارة ومحاولة خفض التكلفة لأقل قدر ممكن، ولكن من المهم هنا أن نفهم كيف يتم تسعير السيارات، ولجعل الأمر أكثر بساطة دعونا نقول أن سيارة ما موديل 2019 سعرها في الوكالة حالياً 100 ألف ريال.

لا يعد هذا هو سعر السيارة الذي تقوم الوكالة ذاتها بدفعه للشركة الأم مقابل شراء السيارة، حيث أن أغلب صانعات السيارات تقدم حافز ما بين 2-3 بالمئة من سعر السيارة كمكافأة للوكالة على بيعها، والذي يساوي في هذه الحالة 2-3 آلاف ريال، أي أن هذا هو أقل مكسب للوكالة من بيع السيارة حتى في حالة بيعها بالسعر الرسمي وربما حتى أقل منه أحياناً، ولكن ليس مبلغ ستكون الوكالة مستعدة لمناقشتك فيه، فهو يعد الحد الأدنى للمكسب الخاص بها.

هذا وفيما يتعلق بالوكالات الأكثر انتشاراً، والتي تقوم بتسعير السيارة حسب توصيات علامات السيارات، نجد أنها عادة ما تضع سعر أعلى بفارق 4-7 بالمئة، ليكون هذا هو هامش الربح الخاص بها، بالإضافة إلى مكافأة الشركة لها عند بيع السيارة، مما يعني أن متوسط مكسب الوكالة يمكن أن يتعدى 10 بالمئة من سعر كل سيارة جديدة يتم بيعها.