سرايا - سرايا - قال الرئيس الليبي معمر القذافي، يوم الجمعة، إن "الشعب الذي لا يحبني لا يستحق الحياة"، مكررا تهديده بـ "قتل" المحتجين والمتظاهرين المطالبين بتخليه عن السلطة، كما دعا مؤيديه إلى التسلح لـ "حماية ليبيا وأصولها النفطية"، في وقت تتوالى الأنباء عن سقوط المزيد من المدن الليبية بأيدي المتظاهرين، وتقديم المزيد من الضباط والجنود والدبلوماسيين استقالاتهم، وانضمام قبائل جديدة لـ "الثورة"، التي خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى.

وقال الرئيس الليبي في كلمة ألقاها في الساحة الخضراء بالعاصمة طرابلس الغرب وسط عدد من مؤيديه إن "الشعب الليبي يحبني، والشعب الذي لا يحبني لا يستحق الحياة، وعند اللزوم سنفتح المخازن وسنقاتل وسنهزم المحتجين ونقتلهم، وسنهزم أي محاولة خارجية كما هزمنا المحاولات السابقة".

وأضاف القذافي، في ثالث ظهور له منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية العارمة الليبية، أن "الثورة الليبية التي قادها هي التي جعلت ليبيا قائدة العالم الثالث، وهي التي جعلت إيطاليا تركع، وتقدم اعتذارها لليبيين"، ودعا الحشود إلى "حماية ليبيا وأصولها النفطية".

وأردف قائلا لمؤيديه "خذوا راحتكم في الشوارع والميادين وعيشوا حياة العز ومعمر القذافي ما هو إلا فرد منكم"، مضيفا "إذا كان الشعب العربي لا يحبني، فمعمر لا يستحق الحياة".

ويعتبر ظهور القذافي الثالث له منذ اندلاع "الثورة" الشعبية المطالبة بتنحيه، حيث كان أول ظهور له، عندما تضاربت الأنباء حول هربه من ليبيا، ليظهر في مقطع قصير من أمام منزله في العزيزية بالعاصمة، لينفي هربه، ثم تبع ذلك ظهوره وإلقاءه خطاب مطول موجه للشعب الليبي من ذات المكان أيضا، ليهدد ويتوعد المحتجين، إلا أن هذا الظهور يعد الأول بين مؤيديه، وخاصة في الساحة الخضراء بالعاصمة.

في سياق متصل، أشارت وسائل إعلام إلى أن المعارضة الليبية أوضحت أن "المدن الليبية أصبحت تحت سيطرة الثوار باستثناء جزء من العاصمة طرابلس".

وكانت تقارير إعلامية أشارت إلى أن أقسام واسعة من شرق البلاد خرجت من سيطرة السلطات الليبية، إضافة إلى سيطرة المحتجين على عدة  مدن في الغرب الليبي من أهمها مدينتي مصراتة والزاوية، في وقت تقلصت سلطة القذافي حول طرابلس وفي أقصى الغرب وأجزاء من وسط البلاد فقط.

ودخلت الاحتجاجات الليبية المناهضة لنظام الرئيس القذافي، الجمعة يومها العاشر، والتي أسفرت عن مقتل المئات، وجرح الآلاف، وذلك خلال اشتباكات ومواجهات عنيفة شنتها قوات الأمن ضد المتظاهرين في كل من بنغازي والبيضاء والزاوية والعاصمة طرابلس، وغيرها من المدن.

وكانت مجموعة من الفصائل والشخصيات والقوى السياسية والتنظيمات والهيئات الحقوقية الليبية، دعت قبل نحو 10 أيام إلى تنظيم مظاهرات احتجاجية للمطالبة بإسقاط حكم الرئيس الليبي معمر القذافي بعد حكم دام لأكثر من 40 عام، الأمر الذي ردت عليه السلطات الليبية بقصف مدفعي وجوي ، فضلاً عن استخدام للقنابل اليدوية ونشر قوى الأمن و"المرتزقة".

وشملت المظاهرات المطالبة بتنحي القذافي، بعد فترة حكم تجاوزت الـ 40 عام، مدن بنغازي ودرنة والبيضاء وأجدابيا والقبة وطبرق والزنتان وطرابلس وتاجورا وشحات وسدراتة والرجبان وإيفرن وجادو والقبة، كما شهدت العاصمة طرابلس أيضا احتجاجات في مناطق فشلوم والهضبة وقرقارش وبوسليم.

وتأتي مظاهرات ليبيا بالتزامن مع مظاهرات مشابهة في البحرين واليمن والعراق والجزائر والأردن، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية المتردية وغلاء الأسعار، فضلاً عن تفشي الفساد.

يشار إلى أن القذافي البالغ من العمر 69 عاما، يحكم ليبيا منذ 1969، حيث قاد ثورة عندما كان ضابطا برتبة ملازم مع مجموعة ضباط على الملك إدريس السنوسي.