حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,24 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9691

هل يُدخل الاسرائيليون نتنياهو السجن؟

هل يُدخل الاسرائيليون نتنياهو السجن؟

هل يُدخل الاسرائيليون نتنياهو السجن؟

13-04-2019 09:36 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ.د رشيد عبّاس

(نحن العرب نُعلّم اطفالنا النشيد المغنى وهم صغار, ونضربهم عليه وهم كبار),...والسؤال هنا, كيف نعلم اطفالنا اشياء ونضربهم عليها فيما بعد, انها مفارقات في التنشئة الاسرية تحتاج منا الى وقفات واعادة نظر.

النشيد المغنى (أنت بوادي وأنا بوادي) انطبق تماما هذه الايام على واقع وحال العرب مع جيرانهم اليهود, وبات العرب يغنوا على ليلاهم في وادي, وجيرانهم الاسرائيليون يغنوا على ليلاهم في وادي آخر, والاودية يا سادة يا كرام لها مكانة عظيمة عند كثير من الشعراء والمغنين, واهم ما يميز الاودية ان لها (صدى), والامة التي لا تستفيد من صدى ليلاها امة مكتوب عليها الزوال والانقراض لعدم قدرتها على التكيف, فالديناصورات مثلا لم تستطيع التكيف مع صدى ليلاها فانقرضت, في حين ان السلاحف تكيفت مع صدى ليلاها فاستمرت حتى يومنا هذا.

الاعلام العربي للأسف الشديد في حالة فقدان الصدى, ففي مقدمة الاخبار يضعنا الاعلام العربي في صورة ان نتنياهو على مسافة قصيرة من احتلال جغرافيا العرب, وفي نهاية الموجز يزف لنا نفس الاعلام العربي اخبارا مفادها ان نتنياهو في طريقه الى السجن نتيجة الفساد الذي وقع به, وهنا أتساءل منتقدا رؤساء التحرير في الاعلام العربي, كيف سيكون صدى الاخبار اذا ما اصابها شيء من التناقض والارتباك الاعلامي.


ليطمئن العرب كل العرب ان موضوع الفساد المفتعل الذي يدور حول شخص نتنياهو ومتهم فيه هو فساد وهمي خيالي لا وجود له على ارض الواقع, وان اليهود الاسرائيليون لن يزجّوا بزعيمهم الذي اختاروه ولن يلقوا به في غياهب السجون, فاليهود لديهم مهارات عالية في اطلاق البالونات السياسية في منطقة الشرق الاوسط وتسجيل صدى ذلك, والعرب بالوراثة يبحثوا عن ليلاهم, وهنا اتساءل ايضا كيف لنا ان نقنع طفلا (ناشدا) في المرحلة الابتدائية ان نتنياهو س/ يدخل السجن يوما من الايام؟
وليطمئن العرب كل العرب ايضا ان اليهود الاسرائيليون لديهم ادوات هندسية مختلفة عن ادواتنا, فلديهم مسطرة مقلوبة, ولديهم فرجار ذو فتوى, واسكنوا منقلة هرِمت, ومثلث «خالد» في الخيمة, وتعلموا مقياسا للرسم, وحجزوا خارطة تبكي, ومحوا خطوط الطول والعرض بممحاة لا تشكو, ورسموا لنا بدعا في الغفلة.
العرب بإعلامهم الخيالي الوهمي, ادخلوا نتنياهو السجن نتيجة زوبعة الفساد التي اثارها الصهاينة حوله, والحقيقة التي لا تقبل الشك ان نتنياهو ادخل العرب في طريق مظلم لا يعرف نهايته الا الله سبحانه وتعالى, وصرخنا من اسفل الوادي قائلين: (اخي جاوز الظالمون المَـدى...) وطلبنا من شبابنا في عالمنا العربي اعراب كلمة (المَـدى), واختلفنا وتنازعنا وتناحرنا على حدود المَـدى, ..هل هو المَـدى القريب, ام هو المَـدى البعيد, فكان الجواب: إِن في القدس اختا لنا اعد لها الذابحون المُدى.
نتنياهو من المعجبين بقصة العنزة المربوطة, والتي تقول: (كان لدى احد الفلاحين البسطاء عنزتين, وكان على الدوام يقوم بربطهما في فناء الدار كل واحدة بحبلها الخاص بها, وذات يوم هربت احداهما قاطعة بذلك الحبل, واخذ يركض مسرعا خلفها حافيا حتى تعب دون ان يمسك بها وعاد مسرعا الى العنزة الثانية التي كانت لا تزال مربوطة بالحبل واخذ يضرب بها بشدة وبقسوة, فسأله جاره ما ذنب هذه العنزة المربوطة, فقال له: هذه العنزة المربوطة لو فلتت لعملت اكثر من اختها, فانا اعرفها جيدا).
النتيجة الحتمية هي فوز نتنياهو بالانتخابات, ومنحوه اليهود الاسرائيليون فترة حكم خامسة بجميع ابعادها, وبالونات سجنه مازالت تتطاير في فضاءات الاعلام العربي, وافتتاحيات صحفنا العربية تملؤها واو الجماعة ونون النسوة, ورؤساء التحرير اخذوا حفنه من اداة التعجب (!) وبذروها في مساحات الصحف العربية,...تلك التي قد تُنبت لنا لاحقا اشارات استفهام (؟) اذا ما طعجتها رياح الزمان وعواصفها.
والحقيقة التاريخية أن الامم والشعوب السابقة اثبتت أن تقسيم الجغرافيا القصري يؤدي بالضرورة الى نشوب حروب قاسية وجديدة على الارض ولو بعد حين.
ونذكرُ هنا علينا أن لا ننسى السؤال الجوهري, هل يُدخل الاسرائيليون نتنياهو السجن؟ الجواب تجدونه عند المدعو «هرتزل».








طباعة
  • المشاهدات: 9691
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم