13-04-2019 09:38 AM
بقلم : روشان الكايد
بحسب الكثير من الوثائق والحقائق المستترة التي برزت على العلن بين حين وآخر ؛ فإن مقترح إقامة وطن بديل للفلسطينيين في سيناء يعود لسنوات ، وهو نتاج تزاحم الاحداث وتتابعها منذ استعادة الاراضي المحتلة منذ عام 1967 والتي اعيدت السيادة المصرية لما تبقى من سيناء ( المشروطة) عام 1982 مقابل وعود بتوطين الفلسطينيين التي تعهد بها نظام مبارك ولذلك شهدت منطقة سيناء تهميشا متعمدا ومفروضا من السلطات المصرية على شكل غياب للتنمية وترحيل لسكانها الاصليين الذي جعل منها منطقة قابلة لغرس الارهاب ..
وأعيد فتح الملف بمباركات الربيع العربي الذي حقق نجاحا ساحقا في اتمام ملفات تفكيك وتمزيق المنطقة كمخرجات لهذا الربيع ؛ حيث قامت وزيرة الشؤون الاجتماعية الإسرائيلية غيلا غامليئيل بزيارة للقاهرة نهاية تشرين الثاني من عام 2017 ، والتي تعد الزيارة الأولى لعضو بالحكومة الإسرائيلية لمصر منذ سنوات ، وفي سياق الزيارة اعلنت غامليئيل حول سيناء كأفضل وأنسب مكان لإقامة دولة فلسطينية ..
ولم تكن المخططات لمنطقة سيناء مقتصرة عليها بل تجاوزت لتوسيع هذه المنطقة المستحدثة كحلا لتوطين الفلسطينيين لتصل الى العريش ( التوطين المستحدث على الارض المصرية) ..
وجميع الحلول المزعومة لصفقة القرن وملفاته ما هي الا مبررات لابعاد اصحاب الارض الفلسطينيين عن أرضهم حيث أن إسرائيل تتمسك بالضفة التي تسميها "يهودا والسامرة" باعتبارها أرضا توراتية خالصة .
وتوالت الاحداث ليعلن السيسي تسليم او بيع فلا فرق للجزيرتين ( تيران وصنافير) المصريتين للسعودية ليتم توضيح المنطقة المراد العمل بها في اوراق صفقة القرن كحدود وتخطيط واقعي ..
وفي وقتنا الحاضر وفي لقائه مع ترامب قال السيسي:" إن فلسطين هي أرض كأي أرض ويمكن بناؤها في سيناء لا مشكلة لدينا , ولكن البقاء تحت سيطرتنا , والتوقيع على ذلك يتم بعد تفاهمات بيننا ليس أكثر".
وعليه فقد اتضحت الرؤيا اليوم بأن هذه الصفقة التي اعتبرتها الدول المباركة لها على انها (( خطة سلام )) ، قد اصبحت مكشوفة والداعمين لها تسطع نجوم اسمائهم من فاعلين دوليين ، ودول وسيطة ..
وللقارىء لخارطة الطريق الجديدة لفلسطين الجديدة والمستحدثة سيعلم ان البداية فقط في سيناء ، وسيتبعها سيناريوهات ، وحدودا جديدة بعيدا عن القدس والضفة الغربية ..
ومن هنا ننطلق بحقيقة نعود لذكرها مرارا وتكرارا بأن الملف الفلسطيني اصبح اثقل من اي وقت مضى في رفوف ومكاتب دوائر القرار السياسي الاردني الخارجي ، فهي الدولة التي تعد الضفة الشرقية لتوأمتها الغربية ، وهي التي استقبلت منذ ال1948 حتى يومنا هذا ملايين الفلسطينيين ، وهي الدولة العربية الوحيدة التي يرفض نظامها الخضوع لأوراق الضغط المعروضة في كواليس رسم المنطقة من جديد ،على الرغم من حجم الاوضاع المتردية ؛ حيث أن الوتر الذي يجري العزف عليه هو وتر الاوضاع الاقتصادية ، فقرار ضخ المليارات في البنك المركزي الاردني لن يأخذ اياما اذا ما وافق النظام على الخريطة الجديدة للشرق الاوسط ، وهذا ما رفضه جلالة الملك بلاءاته الثلاث مهما كلف الثمن ..
واليوم بات واضحا لكل متهكم على تسلسل التاريخ ومنعطفاته من الذي باع ومن الرابح ومن المستفيد ؛ فلا مزاودة ولا تشكيك على المتمسك بالمقدسات الاسلامية ، فقد أصبحت الاوراق مكشوفة ، ولا يسعنا كأردنيين من شتى المنابت سوى الالتفاف حول قيادتنا ، وكعرب أن ندعم اصواتنا ونضمها لصوت الملك ، ليجعلها لاءات ميدانية اذا تطلب الامر مقابل مسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، وأرضنا العربية التي عاث فيها الاحتلال فسادا ..
ونحن من هذا المنبر نعلنها بأن قدسنا لا و لن نتخلى عنها مهما اقاموا او استحدثوا من دول فلينشؤوا الف فلسطين ولكنهم لن ينشؤوا لنا قدسا ولن يمسونها بسوء مهما كلف الامر