13-04-2019 10:21 AM
بقلم : هارون الصبيحي
عندما يطفح الكيل ويخرج الشعب إلى الشوارع يرتعش الفاسدون ويراقبون المشهد بدقة ويحللون الموقف من كل الزوايا.
هم طبعا يميلون مع الكفة الراجحة فتجدهم يتخلون عن النظام و الحكومة و يتحولون إلى مساندة الشعب في مطالبه المشروعة ويخترعون القصص ويجندون شهود الزور للتحدث عن بطولاتهم المزعومة وتضحياتهم و...
هؤلاء يتلاعبون بعواطف الناس ولهم علاقات واسعة مع الإعلام الشعبي ولذلك تجدهم سرعان ما يذوبون وسط الناس ومن ثم يركبون الموجة التي تدفعهم إلى شاطئ النجاة بل قد تصنع منهم أبطالاً.
الشعب غالباً لايعرف خفايا الفساد ولا ما حدث خلف الكواليس بل هو فقط يتحرك وفق ما وصل إليه من معلومات عن رؤوس كبيرة أفسدت ونهبت وبالتالي هو يطالب بالإطاحة بها و محاكمتها ولايعلم أن بين جنباته خلفاء لهذا الرؤوس سيجلسون مكانها و تعود الأمور إلى ما كانت عليه وهكذا تصل الشعوب إلى التبديل وليس التغيير.
لهذا السبب الرئيسي فأن حراك الشعوب بلا نخبة مفكرة و عيون ثاقبة و تنظيم و تخطيط و متابعة لن تجدي نفعاً، بلا إنشاء موسسات قوية للمجتمع و هيئات للرقابة يديرها نخبة من الأشراف و تعديل للقوانين و تغليظ للعقوبات و اتفاق شعبي على دفن الوسطة لن يحدث التغيير.
التغيير المنشود يحتاج لعمل دؤوب ومتابعة وليس خروج للشوارع و بعد تلبية المطالب على الورق عودة الشعب للنوم.
التغيير الحقيقي بحاجة لمواطن يقوم بواجباته و يطالب بحقوقه
لمواطن لايقدم مصلحته الشخصية على المصلحة العامة إذا تعارضت معها
التغيير الحقيقي بحاجة إلى الصدق أولاً