سرايا - فريد الطـورة - الشوبك صغيرتي ,,, لا أستطيع أن أعبّر عن مدى السرور الذي اختلج ضلوعي عندما بلغتي اليوم عامك ِ الأول ,,, لتكوني بذلك قد تسلقتي أول الدرجات من سلم الحياة ... نعم يا صغيرتي أمامكِ مشوار طويل ستسيرينه رغما ً عن كل شي ,,, كما سار عليه كل من قبلكِ ,,, فلن تبقي كما أنتي الآن ,,, ستقودكِ خطاك الى أعماق الحياة ,,, وستستقلي القطار الذي كل منا سيركبه ,,, ومع ذلك يجب أن تستمتعي بهذا اليوم متناسية بأن أمامك ِ شموع كثيرة ستطفيها ,,, وأرخي العنان لابتسامتك ِ المعروفة ,,, أنا متأكد بأنك ِ تحاولي النهوض اليوم مستعينة بأي شيء حولك ِ لكي تشعرينا بأنك ِ قد كبرت ,,, نعم لقد كبرت ِ وكبرت محبتك لدينا ,,, ولن أتقاعس بمساعدتك ِ بالنهوض ,,, وسأذكرك ِ حين تكبرين أكثر كيف كنت أسعادك على النهوض كي تري ما خلف النافذة لحظت إسدالي الستار عنها ,,, وكم كانت ضحكتك جميلة لحظة رؤيتك ِ عالم ما وراء النافذة ,,, لأغوص في نفسي علّي أجد تفسيرا ً لتلك الإبتسامة ,,, أهي أنك ِ رأيت ِ وميزت ِ شيئا ً لم نعرفه بعد ؟؟؟ أم أن ذلك غريب وجديد على طفولتكي ؟؟؟ أم إنكي قد رأيتي عبر الأفق طائرة قادمة من بعيد ,,, وكان خيالك قد رسم لك ِ بعودة والدك من السفر,,, لا أدري ما الذي يدور بخيالك الآن ,,, وأنا أخط لك تلك الكلمات ,,, والتي أحببت أن أكتبها لك على الورق ,,, لكن طفولتك ستسمح لك بالعبث بها وتمزيقها دون أن تقرأي أي من حروفها ,,, لا تغضبي من مناداتي لك بـ صغيرتي ,,, فكلنا كنا صغار ولا يستطيع أي منا أن يكبر دون أن يجتاز مرحلة الطفولة ,,, وأملي أن تحبينا عندما تكبرين كما عشقناك ِ بالصغر ,,, ولا تجعلي أي فارق بين ربيع السلط وبرد الجنوب ,,, فثمة شيء واحد يربطنا ,,, انه عشق وحب الوطن يا صغيرتي -------أتمنى لك ِ حياة ً سعيدة وعمرا ً مديدا ً في ظل أسرتك ِ الكريمة ومع من تحبي ... كل عام وأنت ِ بألف خير يا صغيرتي ....... خالكِ الذي لم ولن ينساكي الى الأبد : فريد محمد جبريل الطـّـورة