14-04-2019 12:03 PM
بقلم : المحامي خلدون محمد الرواشدة
في عالمنا هناك مناطق كثيرة أصبحت منزوعة السلاح ، ومنزوعة الفرح أيضا ، ذلك الفرح الذي أصبح حاضرا بكل تفاصيل الغياب والذي يحتمي خلف أول متراس للحزن والبؤس والعناء .
في عالمنا أدمنا توسد الخسارات واعتدنا اشعال شموع آمالنا بكبريت رطب ، مقنعين أنفسنا مع كل عود ثقاب ، بأن النور سيأتي في العود الذي بعده .
في عالمنا صارت العروبة جريمة شرف قد ترمي بعارها عليك لسابع ولد ، وصارت الهوية لعنة قد تلاحقك بسبب أن جدك الأول قبل ألف عام قد حمل دم الحسين في كربلاء ، أو كان من السيارة اللذين اخرجوا يوسف من الجب وباعوه عبدا.
في عالمنا قد تهدر العمر السائب بالانكسارات وأنت تنتظر صباحا لن يأتي ، ولكنك تواسي نفسك بفنجان القهوة الصباحية وتهجس لنفسك بأن بضاعتك من الأمل لن تكسد وأنه ما زال بامكانك أن تحمل وزر الخيبات على ثقلها وكثرها ، وأن الحياة ليست إلا سنة بين موت وآخر مهما اختلفت تفاصيلها.
في عالمنا ليس غريبا أن يطل علينا الهوان من بين البيوت المهدمة وفي عيون أطفال مشردين ونساء ثكلى لنقرأه فرحا وأملا رغم الشقاء ، وأن نوهم أنفسنا بأن هذا ليس إلا بصيص أمل تسلل إلينا ليثبت أن الفرح لا يوقفه شيء أو يمنعه .
فرح ... حتى وقع حروفها تغير ، ثلاثة حروف فقط لا غير تعجز عن صنع واقعه كل أبجدية اللهجات العربية وأنظمتها.