سرايا -

[

سرايا -  بترا -  حمد الحجايا.. تشهد اسواق الخضار في عمان ارتفاعا حادا وفوارق كبيرة في اسعارها باختلاف المناطق فقد وصل سعر بعض اصنافها اكثر من دينارين للكيلو غرام الواحد في ظل غياب الرقابة على الاسعار وضعف اليات ضبط عمليات الاحتكار والمنافسة في سوق الخضار المركزي واتخاذ بعض التجار لقرار تحرير اسعار المحروقات ذريعة برفع الاسعار . وفي حين يعزو مواطنون ارتفاع الاسعار الى غياب الرقابة واستغلال بعض التجار لقرار تحرير اسعار المحروقات تلقي جمعية حماية المستهلك اللوم على ضعف اليات ضبط الاسعار ومراقبة عمليات الاحتكار والمنافسة من قبل التجار في السوق المركزي الذي بدوره ينفي وجود عمليات احتكار وسوء منافسة من قبل تجار السوق فيما يرجع التجار ارتفاع الاسعار الى قلة الانتاج المعروض من اصناف الخضروات الشتوية في الاسواق بسبب موجة الصقيع الاخيرة وتزامنها مع قرار تحرير اسعار المحروقات . المواطن محمد الشمايلة 45 عاما اب لاسرة مكونة من خمسة افراد ويعمل موظفا ويقطن في صويلح قال لوكالة الانباء الاردنية خلال جولتها في سوق خضار وسط مدينة عمان ان هناك تفاوتا في اسعار الخضار ما بين الاسواق في منطقة صويلح وعمان الغربية وبين اسعارها في اسواق وسط عمان وشرقها لاسباب يسوغها بعض التجار ولكننها غير واضحة لكون الفوارق احيانا قي سعر بعض الاصناف تصل الى اكثر من نصف دينار في سعر الكيلو غرام الواحد ومن غير المعقول ان يكون فارق اجرة نقل الخضار وبعد المسافة عن السوق المركزي هو المبرر لهذا الارتفاع . واشار الى ان معظم الناس في مناطق صويلح وعين الباشا والبقعة يشترون خضرواتهم من السوق الشعبي في صويلح والذي اغلق قبل اسبوع وكان يشكل عملية ضبط للاسعار حيث كان هناك فرق واضح بين سعر هذه السوق وبقية الاسعار في الاسواق الاخرى في تلك المناطق . اما " ام اسراء " وهي ام لاربعة اطفال فتقول انني حضرت الى السوق لشراء الخضار ولكنني لم استطع شراء الا البندورة اما بقية الخضروات الشتوية مثل الفول والفاصوليا الخضراء والبازيلا والكوسا والفلفل فلم استطع شراءها لارتفاع سعرها بشكل كبير لم نشهده في اسواقنا من قبل رغم حاجتنا الى شراء مثل تلك المحاصيل التي ننتظر موسمها عاما كاملا ويظهر اننا سنحرم منها هذا العام سواء لطبخها وهي طازجة او لتفريزها لاستخدامها في غير موسمها . وابدى الدكتور نبيل درباس 55 عاما ويعمل في مستشفى خاص واب لاسرة استغرابه من ارتفاع الاسعار الذي طال بعض الاصناف وقال ان دخله المادي يسمح له بالشراء ولكن الاسعار فوق المعقول ..وتساءل عن امكانية العائلات الفقيرة واصحاب الدخول المتدنية شراء كيلو الكوسا بدينار والفول بدينارين مشيرا الى ان اسعار الخضار الاخرى ما عدا البندورة ما زالت مرتفعة ولكن بنسب مقبولة . وتشير " ام محمد " الى ان هناك نخبين من كل صنف من الخضار حيث تفرز البضاعة الجيدة وتباع بسعر غال وما تبقى من خضار رديئة ومضروبة تفرز كصنف ثان وتباع ايضا بسعر اقل بشيء بسيط ومرتفع ايضا . ويبين "ابو مسلم" محمد علي والذي يعمل في احد محلات سوق خضار وسط عمان منذ 22 عاما ان هناك ارتفاعا ملحوظا على اسعارها وخاصة محاصيل الشتاء عن مستوى اسعارها في العام الماضي موضحا ان عملية البيع والشراء في السوق المركزي تتم بواسطة "الدلالة" وهي عملية بيع الخضروات بالمزاودة عليها من قبل التجار حيث يبيع بالسعر الاعلى وفي احيان اخرى تكون بالوزن والشراء من التجار الكبار خاصة في الاصناف التي يقل عرضها في السوق . يقول تاجر الخضار محمود عطية خليل ان هامش الزيادة على سعر البضاعة بعد شرائها من السوق المركزي بالنسبة لتاجر المفرق لا يزيد على 20 % منها10 % تكاليف نقل واجرة محل وعمال وترخيص وغيرها وما يتبقى يكون ربحا للتاجر الذي عليه مسؤوليات ايضا وفي بعض الاحيان يكون التاجر خاسرا في بعض اصناف الخضار اذا كسدت في محله وهذا ما نخاف منه في هذه الايام نتيجة ارتفاع الاسعار واحجام الناس عن الشراء . ويشير تاجر الخضار في سوق وسط عمان الحاج "ابومحمد" 70 عاما الى ان بعض التجار في السوق المركزي يستغلون قلة المعروض من البضاعة ويرفعون سعرها من خلال المزاودة عليها فيضطر تاجر المفرق الى الشراء بالوزن خاصة اذا كان التاجر يتاجر بصنف واحد اذ انه لا بد من شراء البضاعة خوفا من اغلاق محله في السوق . ويوضح صاحب بقالة لبيع الخضار في سوق صويلح " ابو ايمن " الدوايمة ان الفارق في الاسعار بين المناطق يعود الى فارق المسافة عن السوق المركزي وارتفاع اجرة نقل البضاعة فقط مبينا انه ليس بالفارق الكبير. ويقول ان ارتفاع الاسعار لا يعود الى المزارع بل ان هناك عدة وسطاء وتجار في السوق يستفيدون من ارتفاعها معربا عن امله في ان يكون هناك بيع مباشر من المزارع الى محلات بيع المفرق وهذا لا يسمح به الا من خلال الاسواق الشعبية او الموازية والتي اصبحت تبيع بضائعها بنفس سعر الاسواق العادية . ويرجع رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور محمد عبيدات ارتفاع الاسعار الى عدة عوامل على راسها الخلل في الاليات المعمول بها في السوق المركزي لضبط الاسعار وعمليات الاحتكار والمنافسة الحرة مبينا ان هناك استغلالا من قبل بعض تجار الخضروات في السوق المركزي للمزارع فيشترون الخضروات باسعار متدنية ويبيعونها باسعار عالية الى تجار التجزئة في الاسواق . ويقول ان موجة الصقيع التي ضربت المحاصيل الشتوية اضافة الى نظام الزراعة الموسمية يجعل توافر انتاج الخضروات شحيحا مشيرا الى تزامنها مع قرار تحرير اسعار المحروقات . ويلفت عبيدات الى ضرورة اغلاق باب تصدير الخضار التي تشهد ارتفاعا بالاسعار من اجل توفير الكميات المعروضة في السوق مما يخفض اسعارها بشكل يناسب ظروف المواطن . ويطالب بالتوسع في فتح الاسواق الموازية " اسواق الخضار الشعبية " في جميع مناطق العاصمة ومحافظات المملكة التي يبيع فيها المزارع انتاجه مباشرة مما يختصر منافذ التوزيع ويقلل عدد الوسطاء . ويدعو المواطنين وخاصة ربات البيوت الى شراء اصناف الخضار ذات الاسعار المتدنية وبكميات معقولة ومقاطعة الخضروات مرتفعة الاسعار خاصة الخضروات غير الاساسية والتي يمكن الاسغناء عنها لفترة من الوقت من اجل خفض اسعارها . ويوضح مدير سوق عمان المركزي المهندس هيثم جوينات ان اسعار الخضار الموسمية خاصة في فصل الشتاء تشهد ارتفاعا بسيطا في هذه الفترة من كل عام ولكن موجة الصقيع التي اتلفت الكثير من المحاصيل مبينا ان السوق المركزي هو من ضمن اسواق التجارة الحرة التي تخضع للعرض والطلب والبيع بالسعر الاعلى للبضاعة . ويقول ان عمليات البيع والمنافسة الحرة في السوق تحت السيطرة ولم تسجل على اي من الوكلاء وتجار السوق اي مخالفة او قضية احتكار او سوء منافسة من قبل وزارة الصناعة والتجارة التي تراقب السوق ولم يشتك اي من المزارعين بتعرضه الى عملية غبن بالسعر او تلاعب بالاسعار. ويبين ان الاسواق الشعبية التي من المفروض ان تشتري الخضار من المزارع مباشرة فيها ما يقارب 35 % من كميات خضارها جلبت من السوق المركزي وتباع بالاسعار ذاتها . وينوه الى ان مستوى الاسعار مقارنة مع ذات الفترة من العام الماضي تبدو متقاربة ومناسبة ما عدا ارتفاع بسيط في اسعار بعض المحاصيل الشتوية