17-04-2019 02:47 PM
بقلم : د. رياض خليف الشديفات
لا يدري المرء من أين يبدأ الكتابة عن مواجعه التي ملئت أركان الزمان والمكان لأمة منهكة بمواجعها التي لا تخفى على أحد، فالراقصون حالهم كحال الطير يرفص مذبوحا من الألم!! فنحن أمة موجوعة بوجع مزمن طال انتظار علاجه .... والوجع الأكبر أننا شركاء في صناعته ..... ونخدع أنفسنا بأننا نحاول علاجه بخداع أكبر من الوجع كالنعامة التي تضع رأسها في الرمل لتكشف عن كامل جسدها ... ومن مواجعنا العامة الآتي:
- دماء العرب أرخص الدماء تسيل بيد أبنائها وأعدائها، ونستورد السلاح لسفك المزيد من الدماء، وتسفك لأتفه الأسباب، ويحركها أتفه البشر لنزوات لا إنسانية.
- بلادنا أفقر البلاد على وفرة مواردها يهجرها أهلها بحثا عن عيش مأمول في الغربة ، فيموت من يموت في الغربة أو البحر .. كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ .... والماء فوق ظهورها محمول.
- أمة ضحكت من جهلها الأمم .... شيبها يعانون الخرف .... شبابها تائهون .... تعليمها مدمر... اقتصادها محطم ... فالضريبة تطاردهم ...والفقر يطاردهم .... والفساد يطاردهم .... والديون تطاردهم .... والخوف من المستقبل يطاردهم.... مواطنها مسحوق ..... ثقافتها هشة.... مناعتها ضعيفة ......تتباهى بما ينتجه غيرها.... تمضي الساعات الطويلة لمتابعة الرياضة وسابقات الهجن ومهرجانات اللهو والترفيه .... وصولا إلى المزيد من الضياع والتيه.
- دينها على الرف يستحضر للمناسبات والاستعراض وطلب فتاوى علماء السلطان ..... الفتاوى جاهزة وحاضرة بحسب المقاس والطلب ...فما هو حلال في بلد. .... حرام في بلد أخر.. وما كان بالأمس من الممنوعات اليوم من المباحات.... القضايا الخطيرة من المحذورات.. لم يوظف الدين في وحدة الكلمة .... بل تحول إلى أداة فرقة ...خلاف ما نقرأ " واعتصموا بحبل الله جميعا" فما اعتصمنا .... ولكن تفرقنا ...." فكل حزب بما لديهم فرحون "
- أوضاعنا الاجتماعية متردية ..... فالأسرة مهددة .......والطلاق يفتك بها ..... والعنوسة بين الجنسين في ازدياد مستمر .... والإصلاح الأسري غائب ......والأبناء مخترقون بالغزو الثقافي والإعلامي .......كل فرد في الأسرة يسمر مع جلسيه من الأجهزة التي تشكل عقله وثقافته ووجدانه وتسحرُهُ وكأنها الشيطان الأكبر.... أو الدجال المنتظر........