25-04-2019 12:31 PM
بقلم : أحمد محمود سعيد
ما هي إلاّ ايام معدودة ويستقبل العالم الإسلامي شهر رمضان المبارك الذي ذُكرمرّة واحدة في القرآن الكريم حيث قال تعالى في الآية 185 من سورة البقرة (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
وبعض الناس يشتِّتون الشهر بالأسفار وبعضهم بالنوم نهارا ويشاهد المسلسلات ليلا وآخرون يتباطئون في اعمالهم بحجة الشهر الفضيل وبعض الناس يزيدون في تبرعاتهم وإحسانهم للعائلات العفيفة وبعض الأفراد يقضون الشهر في العبادة وختم القرآن الكريم ولعل اكثر عادة سيئة ومكروهة دينيا واخلاقيا واجتماعيا هو الإسراف في تحضير الأطعمة والحلويات والمشاريب بشكل كبير بحيث يزيد كميات كبيرة يكون طريقها الى حاويات النفايات وكان اولى التصدُّق بقيمة هذه الزيادة عن الحاجة للمحتاجين والإقتصاد في تحضير الأطعمة لتوفير الجهد على ربّة المنزل والتصدُّق على الفقراء بما تيسَّر من طعام .
وتلجأ بعض الجمعيات الخيريّة الى زيادة نشاطاتها وفعالياتها ّ تلك الجمعيات الرمضانيّة بالرغم من وجود الكثير من السلبيات التي تمارسها بعض الجمعيات حيث لا يوجد رقيب او حسيب على ما تقوم به ناسية او متناسية ان الله رقيب على يقومون به حتّى لو كانوا من طيف واحد او اصحاب واصدقاء من الجوامع او الكنائس اوالمقاهي وغيرها .
ولعل بعض العائلات العفيفة المنتفعة من تلك الجمعيّات تشعر بعدم العدالة والمساواة وتشعر انها تشحذ تلك المساعدات لا سمح الله مع ان المتبرعين يبتغون رضى الله لأنهم يتصدقون من الأموال التي انعمها الله عليهم ويتعاملون مع الجمعيات الخيرية لمعرفة تلك الجمعيات ببؤرالفقر والعاطلين عن العمل والأسر العفيفة والمحتاجين لتلك التبرعات وكذلك لفئة طلبة العلم لمساعدتهم في تحصيلهم العلمي واحيانا تشعر ان بعض المسؤولين في تلك الجمعيات يهتمون بمصالحهم او مصالح اقربائهم سواء كانوا بحاجة ام ان غيرهم اولى منهم او يعملون على تنفيع البعض على حساب منع العائلات العفيفة او الطلبة من الإنتفاع من تبرعات المحسنين وكأن البعض يقول حاميها حراميها اويُقال علي بابا والأربعين حرامي لا سمح الله .
ولعلّ الإسراف في تنفيع الغير على حساب الفقراء والمحتاجين هو مثل أو اقسى من الإسراف في الطعام والشراب في شهر رمضان المبارك لأن الحرمان يلحق بعائلات ذات عدد من الأفراد ينتابهم الخجل من طلب المساعدة ويلجأون للجمعيات لكي لا يسألون الأفراد خجلا ووجلا من الرقض .
والله لا يحب المسرفون في كل شيئ ما عدى الإسراف في عون الجيران او الاصدقاء بوجه حقِّ والإسراف في التبرُّع لوجه الله تعالى , والله والعقلاء يكرهون الإخوان المسرفون كما يكرهون المتعالين والمتكبرين والمغرورين والذين يمشون بخيلاء وكانهم يقولون يا ارض إشتدّي واحفظي ما عليك فليس احد فوقك مثلي .
اللهم ارزقنا الخير وأكثر من عدد المحسنين ومن تبرعاتهم للعائلات العفيفة واجعلنا من الإخوان المحسنين ولا تجعلنا من الإخوان المسرفين واحفظ بلدنا ارضا وشعبا وقيادة من كل مكروه .
احمد محمود سعيد
البناء الأخضر للإستشارات البيئيّة
ambanr@hotmail.com