28-04-2019 01:15 PM
بقلم : فراس الطلافحة
من الإقتباسـات القريبة إلى قلبي ما قالهُ الأديب مصطفى لطفي المنفلوطي: "وكنت قد عاهدت الله. أن لا أرى محزونًا يوماً، حتى أقف أمامه وقفة المساعد إن استطعت، أو الباكي إن عجزت"
كلنا محكومون بالفشل، وكلنا يعاني، وكلنا صرعى، وضحايا لهذه الدنيا. هذه الدنيا التي لا ترحم شيخاً، ولا طفلاً، ولا رجلاً، ولا إمرأة، ولو دخل كلٌ منا قلب الآخر لأشفق عليه وبكى لبكائه مما يعانيه. من منا ليس حزيناً لفقد حبيب؟ من منا ليس مكروهاً بفشل في حياته؟ من منا لا يعذبه ضميره؟ من منا لم يمسسه طائف من حزن خفي؟ من منا لم يبكي في خلوته يوما؟
أنا أكره تلك القلوب المتصحرة. الخالية من المشاعر الإنسانية. أكره أولئك الذين يقفون معي، في عز محنتي ومصيبتي. بنصحهم وإرشادهم. فكل ما تريدون قوله أعرفه جيداً، وأجيده أكثر منكم. أنا لا أريد منكم، آيات الوعظ والإرشاد. كل ما أريده منكم هو الإنصات لبكائي، والبكاء معي. إن أنبل ما في الإنسان هي دموعه، وهي أعظم من ألف محاضرة، تلقيها عليّ، وهي أعظم هدية ممكن أن تقدمها لمكسور فتجبر كسره، ولخائف فتؤمن روعته ورعبه، ولمبتلى فتهون عليه مصيبته.
مولانا جلال الدين الرومي قال: العقل والذكاء والدهاء، هي بضاعة إبليس. والعشق رأس مال أبينا آدم. إحرص دائماً. أن لا يكون تعاملك مع البشر على اساس النظريات والعقل، فهي أقبح ما فيك. الرحمة والشعور. هما ما يجب أن يغلبا طبعك الأناني، وإحساسك المتبلد بالكبر.
قلوبنا هشة. وكالقشة تتهاوى في مهب الريح. لسنا أقوياء كما يجب. نحن بحاجة لمن ينصت إلينا ويحتضننا، ويربت على أكتافنا. إذا جاءك المكلوم أنصت إليه ودعه يتكلم ولا تضمد جراحه قبل أن تداوي روحه. دعه يبكي ، ودعه يصرخ. نحن بطبعنا نكره المتعالين علينا، ونكره المزاودين بالصبر على أرواحنا المكسورة. نحن نحب البسطاء والسذج، أصحاب الدموع الغزيرة، التي يتصدقون بها علينا. فما أجمل أن تبكي لبكائي، وأن تتألم لأحوالي.