29-04-2019 10:03 AM
بقلم : كامل النصيرات
بعد أسبوع يبدأ (مارثون توزيع الطرود الرمضانية)..كثيرون من الآن يفتحون أفواههم قبل أياديهم وبطونهم؛ كثيرون من الآن يبدأون تلحين نغماتهم الخاصة التي يرددونها عند كل شخص يلتمسون فيه النيّة لتوزيع (الطرود أو المساعدات الأخرى)..:- نغمة ما تنسانا..نغمة احسب حسابي..نغمة وضعي بالويل..نغمة فش بالبيت ولا لقمة خبز ..نغمة الأولاد امبارح ناموا بدون عشا..وغيرها من نغمات جديدة بالتأكيد ستنزل السوق بعد أسبوع..!
لستُ أكذّب أحداً ؛ فلي أكثر من خمسة عشر عاماً منخرط في هذا الأمر..وكلّ رمضان أرى بعينيّ مئات الحالات التي تستحقّ أن نرفع عنها عتب السؤال وأن نصون لها كرامتها وأن نستثمر الانسان الذي بداخلها..لكنه (العطب) و (الحاجة) و (الخوف من لقمة بكرة)..تحيل الكثيرين إلى منتظرين لمن يمنحهم (كيلو عدس وكيلو رز وعلبة فول وعلبة حمص و علبة صلصة بندورة وعلبة قيمر)..!
المنتظرون هذه المرّة أغلبهم وجوه جديدة؛ سكنتهم لعنة الضيق و حاصرتهم مخاوف العيش؛ لكنّ الموزّعين هذه المرة أقل من السابق..والمعادلة في خطر.!
هذا الرمضان كلّنا تائهون..فمن رأى فوضى (دعم الخبز) سيدرك أن الشعب مقبل على نغمة جماعية جديدة ؛ هي : لله يا محسنين..!