07-05-2019 02:55 PM
بقلم : الدكتور محمد أبوعمارة
قال رجل لرسول الله صلَّ الله عليه وسلم دلني على عمل يدخلني الجنة قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: "لا تغضب ولك الجنة".
لا تغضب... لا تغضب...
جريمة الأمس التي حدثت في شفا بدران والتي لا أعلم ما سببها ولكني أعلم عواقبها الأليمة... حرق ثلاث منازل، مقتل شخص آخر اختناقاً لا علاقة له بالموضوع، تعليق الدوام في المدارس المجاورة حرق سيارات... وجود عداء وخلاف عشائري قد لا ينتهي خلال سنوات وشرخ بين الجار وجاره وسينعكس ذلك على جميع سكان المنطقة ممن ليس لهم علاقة بهذه المشكلة... وسبب كل ذلك هو عدم القدرة على التحكم بالغضب، فخلاف بين القاتل والمقتول أنا واثق بأنه بسيط وكان بالإمكان حلّه مهما كانت درجة صعوبته يحرق قلب عائلتين فلا أهل القاتل سعداء ولا أهل المقتول فهؤلاء ابتلوا بفقد ابنهم وهؤلاء ابتلوا بحمل دم شخص مقتول فما الذي دفع هذا القاتل لهذا الجريمة... إنه الغضب.
فما هو الغضب: إنه أحد أنواع المشاعر العاطفية ويأتي نتيجة وردة فعل لتهديد ما أو استفزاز وهو شعور طبيعي لدى الإنسان والحيوان على السواء فكلاهما يتخذا صورة الدفاع عن النفس وغالباً ما يصبح السلوك عدوانياً ويليه فقدان للسيطرة.
والغضب شعور طبيعي وسلوك انساني ما لم يخرج عن الإطار الطبيعي وإذا ما خرج عن مستواه الطبيعي هنا تحدث المساوء الكبرى كنتيجة لهذا الغضب كالضرر الإجتماعي الكارثي والضرر الصحي للشخص المعنَّف والمعنَِف ولو تريث أحدهما قبيل الجريمة لما وقعت الجريمة أصلاً لذا وجب علينا أن تتدرب على إدارة الغضب فكل منا مهيأ لفقد أعصابه أمام موقف ما وقد يكون لتلك اللحظة عواقب وخيمة جداً لذا وجب علينا أن نتدرب على ذلك بإتباع هذه الخطوات المقترحة:
أولاً: يحب أن يتعرف كل شخص على الأشياء التي تثير غضبه وهذا الموضوع يختلف من شخص لآخر فما قد يثير غضب شخص ليس بالضرورة أن يثير غضب الآخر.
ثانياً: قبل الوصول للغضب فكّر في أسباب هذا الغضب وهل يستحق منك كل هذا الغضب فالمشكلة دوماً أسباب فكّر في تحديد هذه الأسباب فذلك سيعطل من سرعة الغضب وقد تستنتج أنها لا تستحق منك الغضب أصلاً وإبحث عن الحلول.
كالذي يغضب من أزمة السير فإذا فكر بالأسباب وجد الحل هو أن يغير طريقه أو أن يغير التوقيت فالطريق المزدحم في وقت ما قد لا يكون كذلك في وقت آخر. وقد تكون هناك حلولاً أخرى كثيرة
ثالثاً: أدخل العاطفة للموضوع، فالصديق أو الجار أو الأخ أو حتى الغريب هو إنسان قد يمر الآن بظروف تخرجه عن أطواره المعتادة... فكر بالآخر ولو للحظة فلربما وجدت أنه لا يستحق منك هذا الغضب.
رابعاً: درب نفسك على التسامح وتذكر أن التسامح من شيم الناس الرائعين وتخلى عن مفهوم الندية وترفع عنها وتذكر بأن الله خلقك فريداً مميزاً فلا تقارن نفسك بأحد.
خامساً: تذكر بأن أي مشكلة سيأتي وقت وتنتهي ولن تبقى إلا عواقبها لذلك حاول أن تخفف من تلك العواقب بتجنب الغضب.
وفي المحصلة تذكر قول سيد البشر عليه الصلاة والسلام: "ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".