حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15047

علموا أبنائكم شكر النعم ..

علموا أبنائكم شكر النعم ..

علموا أبنائكم شكر النعم ..

11-05-2019 02:21 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.محمد يوسف أبو عمارة
كثير منا يكثر من انتقاد الواقع ولا يرى إلا الجانب المظلم من أي شيء فتراه يندب غلاء الأسعار وانخفاض الدخل وأزمة المواصلات وسوء الأخلاق وكثرة السرقات وارتفاع مستوى الجريمة وطول شهر الشتاء وشدة حرارة الصيف وقسوة شرطة السير وغيرها... وكل ذلك أمام أطفاله فيشب هؤلاء الأطفال على نفس الطباع فتراهم كارهين للأسعار وللأزمة وللبرد وللحر... ناقمين على البلد وباللاشعور تراهم يبحثون فقط عن النقاط السوداء فإذا ما حدثت جريمة هنا أو هناك تراهم يصفون البلد وكأنها بلاد الجرائم وإذا ما انتشرت قصة لمدمن مخدرات يزاودون بالقصة لدرجة أنك تشعر بأن معظم الشعب من المدمنين وهكذا دواليك... والعجيب بالموضوع أن هذا الأب نفسه يتفاجأ عندما يصبح حلم ولده أو ابنته فقط هو الهجرة من البلد التي تربى أن لا يرى إلا عيوبها وثغراتها ويبدأ في رحلة أخرى وهي محاولة ثني هذا الإبن أو تلك البنت عن الهجرة وغالباً ما تؤول هذه المحاولات إلى الفشل وإن فشل الإبن أو البنت في الهجرة فإنه سيبقى طيلة عمره ناقماً على البلد لا يبحث إلا عما يجعله يكرهها أكثر وأكثر....
ويتكرر السيناريو من أب ناقم مع طفل حالم وقصة انتقاد تبدأ ولا تنتهي...

الذي دفعني لكتابة هذا المقال هو تعاملي مع الطلبة وملاحظتي الشديدة لهم ولكثرة انتقادهم لكل شيء، ينتقد المعلم والمدرسة والساحة والحائط والسبورة والقلم والدفتر والكتاب المدرسي والمنهاج ككل وخطة وزارة التربية ووزير التربية.... ونتفاجأ بأنه في الصف السادس وليست لديه القدرة على حل مسألة حسابية بسيطة أو حتى قراءة مقال أو كتابة سطر إملاء بدون إخطاء.

بل وأحياناً لا يستطيع ارتداء ملابسه لوحده ومع ذلك يضع نفسه مكان المقوّم والناقد اللاذع لكل شيء قبل أن يكون هو شيء يذكر؟!

جيل ناقم على كل شيء ما هو إلا نتاج أب يكثر من جحود النعم الكثيرة التي تحيط به، متناسياً العديد من الإيجابيات التي لو أردت تعدادها لإحتجت لآلاف الأوراق... علينا أن لا نُري أبنائنا الجانب المظلم فقط بل أن نحاول أن نكون إيجابين قدر المستطاع وذلك حتى نستمتع بحياتنا على الأقل فالتشائم لا يرى إلا الجانب المظلم من الحياة...
والحياة ككل فيها كلا الجانبين المشرق والقاتم وأنت صاحب القرار في أي لون أو جانب تختار.








طباعة
  • المشاهدات: 15047
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم