16-05-2019 01:42 PM
سرايا - تمثل الولائم الرمضانية المتبادلة بين الأهل والأقارب والمعارف والجيران أحد أهم مظاهر التواصل الرمضاني، والتي تعزز مفاهيم التكافل والتواصل وصلة الأرحام في شهر الرحمة والخير.
وتتسيّد الأطباق الرمضانية الشهية موائد الأردنيين، إذ يسعى صاحب الوليمة إلى أن تتميز بتنوع الأطباق الرئيسية وتبعاتها من العصائر والحلويات، ليكرم ضيوفه، ويقدم ما يليق بهم.
تلبية دعوات الإفطار لها قواعدها وأصولها التي من شأنها أن تجعل «العزومة» مريحة للطرفين فلا تربك صاحب الدعوة، وتجعل من الضيف خفيف الظل، لكن هنالك عدة أمور تحدث فتعكّر صفو الأجواء.
يقول حاتم شحادة -وهو موظف في مؤسسة خاصة-: «لا نحدد عدد الأشخاص المدعوين عندما ندعو إحدى الأسر، ونأخذ بعين الإعتبار أن جميع أفراد الأسرة سيحضرون، وحينما يحين وقت الإفطار نتفاجأ بعدم حضور الجميع، كأن يلبي الدعوة ثلاثة أشخاص من ثمانية».
ويضيف إن :«ذلك يربكنا ويكلفنا ماليا في ظل ظروف اقتصادية صعبة، إذ أنه يفضل الاعتذار مسبقا وتحديد عدد ملبي الدعوة ».
ويشير إلى أنه: «من العادات السيئة التي نواجهها أن المدعوين يعتذرون عن القدوم في يوم الدعوة، وذلك يزعجنا؛ لأننا نكون قد أحضرنا كل ما يتعلق بالوليمة وجهزنا أصناف الطعام».
وتذكر غدير مصطفى وهي ربة منزل: «أقصد بيت أبي لكي أطهو له ولأشقائي وشقيقاتي وعائلات المدعوين بعد وفاة والدتي -رحمها الله-على أمل أن تأتي إحدى شقيقاتي أو زوجات أشقائي لمساعدتي إلا أن أملي يخيب، إذ يأتين على موعد الإفطار، ويتسابق الحضور مع أطفالهم إلى الجلوس على المقاعد المحيطة بطاولة الطعام، وأبقى واقفة بانتظار مقعد شاغر، ففي إحدى الدعوات طلبت الجلوس مكان أحد الأطفال، فغضب أهله لقيامي بذلك».
وفي المقابل، تقول أم محمد حوامدة -وهي ربة منزل-: «أنا أفضل أن أنجز كل ما عليّ قبل حضور الضيوف مهما كانت درجة قرابتهم، إذ تكون المائدة جاهزة، ويأتون على موعد الإفطار أو قبل موعده بقليل فالحضور قبل الموعد بوقت طويل يربكنا».
يقول الاستشاري الاجتماعي الدكتور فيصل غرايبة: «إن الدعوة الى مأدبة الإفطار التي توجهها بعض الأسر الى ذوي القربى أو الأصهار أو الجيران أو زملاء العمل والأصدقاء،لتقديم الطعام تتسم بصبغة إنسانية وتبادل للمشاعر الإيجابية، وهو الأمر ذاته في حال تقديم الطعام للفقراء أو إرساله لنزلاء المؤسسات الاجتماعية كالأيتام وممن لا عائل لهم».
وتشير فتاوى دينية إلى أن لإطعام الطعام في شهر رمضان مزيداً من الفضيلة نظرا لشرف الزمان، ولحاجة الصوّام إلى الطعام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من فطر صائمًا فله مثل أجره»،كما أن:«إعداد الطعام في هذا الشهر للمحتاجين من أفضل الأعمال لأن أجر الصدقة فيه مضاعف أكثر من غيره».
ويشير الخبير الاقتصادي مازن ارشيد الى أن عدة أمور تساهم في تشجيع المواطن الأردني على توفير بعض الأموال خلال شهر رمضان الحالي من اجل إنفاقها على الولائم الرمضانية.
ويتابع ارشيد: «الحكومة ثبتت أسعار مشتقات البترول لهذا الشهر رغم ارتفاعها عالميا الشهر الماضي، واستجابت نحو 80 بالمئة من البنوك الأردنية لدعوة الحكومة الى تأجيل أقساط الديون على الأردنيين خلال رمضان.وهذه العوامل تحديدا ستزيد من القوة الشرائية للمواطن وتعمل على ضخ سيولة إضافية الى الأسواق بالتزامن مع إزدياد الولائم في رمضان مما قد يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية خاصة في قطاعي الأغذية والحلويات».
يقول ريادي الأعمال ومدرب المهارات الشخصية محمد عبدالله: «يجب أن يكون المضيف مستعدا لاستقبال ضيوفه، وهو ما ينعكس على اللباس والعطور، بالإضافة الى جاهزية المائدة وعدم التأخر بإعدادها كي لا يحين موعد الإفطار وهي غير جاهزة».
ويرى عبدالله أنه من الضروري إحضار هدية عند تلبية الدعوات في رمضان، مع إمكانية سؤال الأسرة الداعية عمّا ستقدمه من طعام أو حلويات وغيره اذا كان المدعوون من المقربين للأسرة الداعية، أما عندما يكونون من المعارف فمن الممكن إحضار نوع من الحلويات أو الشوكولاته».
أما فيما يتعلق بأداء فرض الصلاة فهناك من يشرب كأس ماء، ويتناول حبات تمر ثم يذهب الى المسجد وبعدها يعود لتناول وجبة الإفطار، وفي المقابل هناك من يتناول وجبة إفطاره ثم يؤدي صلاة المغرب، ويشير عبدالله الى ضرورة اتباع نظام المُضيف فيما يتعلق بالإفطار وأداء الصلاة. ويفضل أن يصل المدعوون قبل موعد الإفطار بقليل، وان لا تتجاوز مدة الزيارة ساعتين.
ويشير الغرابية إلى إمكانية حدوث إحراج أو إرباك عندما يسارع الصغار إلى إشغال المقاعد المخصصة للكبار، ولا تنتبه الأم الزائرة لتصرف أطفالها، لتطلب منهم التراجع وعدم الجلوس قبل الكبار، وكأنها تقرهم على ذلك».
ويرى ضرورة تنبيه الأسرة لأبنائها بأسلوب توجيهي هادئ ومقنع قبل الخروج من البيت بأن لا يتصرفوا بشكل سلبي، كأن يتريثون في الجلوس حتى يجلس الكبار، وأن يتركوا لأمهاتهم مهمة سكب الكمية اللازمة من الطعام بصحونهم، وعدم إحداث أي صوت مرتفع نسبيا عند استخدام الملعقة، أو عند المضغ، أو حتى عند التكلم على المائدة والالتزام بالهدوء، وإبداء اللباقة، وما الى ذلك من سلوكيات وعادات إيجابية».
ويشير الغرايبة الى أن بعض التصرفات قد تحدث إرباكا أو غضبا مكتوما لدى سيدة البيت صاحبة الدعوة، كأن تبادر إحدى المدعوات بالذهاب إلى المطبخ محاولة التدخل بحجة تقديم المساعدة في مرحلتي التهيئة أو ما بعد الانتهاء من الأكل.
ويلفت إلى أنه من المفترض أن تعرض الضيفة خدماتها وتنتظر ردة فعل صاحبة الدعوة لأن كثيرا من السيدات لا يرغبن في مثل هذه المبادرات من ضيفاتهن، إلا ممن بينهن وحدة حال ويروق لهن التعاون في مختلف المواقف.