18-05-2019 02:40 PM
بقلم : أ.د. اخليف الطراونة
يتواصل مسلسل الاعتداء على كوادرنا الطبية في مستشفياتنا؛ وهم على رأس عملهم يؤدون واجبا إنسانيا عظيما، عظمة نبل رسالتهم وقدسيتها، عطاء يفوق أحيانا قدرتهم على تحمل ضغوط العمل؛ لتزايد أعداد المراجعين المرضى ، وقلة في أعداد الأطباء والعاملين ،وعدم توفر غرف كافية في الطوارىء والإنعاش وال ICU.
ولقد أدمت قلبي رسالة الطبية روان سالم ، وهي تلخص حالتها النفسية والجسدية بعد الاعتداء عليها من قبل ذوي مريض، رفعت شكواها أولا الى الله - سبحانه وتعالى- وثانيا الى كل من لديه ضمير إنساني حي في هذا الزمن الذي افتقدنا فيه قيمنا الأردنية النبيلة التي ترفض، بكل المقاييس ، الاعتداء على المرأة مهما كانت الأسباب والدواعي.
هذا كله يدعونا الى طرح تساؤلنا التالي :
إلى متى يستمر هذا التمادي في الاعتداء على أبنائنا وبناتنا من الكوادر الطبية العاملة في مستشفياتنا التي نفخر بها ونعتز؟!
صحيح أن هنالك بعض التحفظات على الأساليب الاستفزازية الفردية لبعض هؤلاء العاملين مع المرضى وذويهم ، لكن هذا لا يبرر إطلاقا وحشية مثل هذه الاعتداءات الهمجية.
إنها ظاهرة مرفوضة : قانوناً؛ وإنسانياً؛ وخلقاً؛ وشرعاً. هي ظاهرة مفزعة ومحبطة ، وتحتاج إلى وقفة تأمل ومراجعة، وصولا إلى حل جذري لها من خلال سرعة الفصل في هذه القضايا وتغليظ العقوبات عليها ، بمنأى عن الحلول الترقيعية والاسترضائية التي تنتهي بالتنازل عن الحق الشخصي بفنجان قهوة .
حفظ الله الوطن واهله وقائد الوطن من كل شر انه سميع مجيب .