19-05-2019 10:49 AM
بقلم : كامل النصيرات
&&&&
نحن العرب والذين نناطح الدنيا بلغةٍ حلقيّة وعند الفعل (على الله)؛ أكثر الأمم نوماً وسط النار ومع ذلك نكمل النوم ولا كأن النار تحتنا؛ وكاننا (تمسحنا ) فعلاً وصارت جلودنا (ممسحة زفر) لأفاعيل الزمن بمحض ارادتنا..!
عند العرب فقط ؛ يقول لك أي عربي : "دقيقتين وأرجعلك" وأنت تأخذ الدقيقتين على محمل الجدّ..فلا هو يرجعلك ولا أنت غادرتَ المكان وبقيتَ رهن الانتظار..! العربي هو الوحيد الذي يملك حقّ الهجوم عليك بالنقيضين : إن مضيتَ بعد الدقيقتين واتى يهاجمك لأنك لم تنتظر قليلاً لأن الدقيقتين ليستا عدّاً ونقداً..وإن بقيتَ تنتظر لما بعد الدقيقتين ولم يأتك صاحب (أرجعلك) بالمرّة وعاتبته ؛ سيشنّ عليك هجومه أيضاً : عن جد صدقت إني راجعلك؛ يا زلمة كلمة و تنقال..!
الأمة التي تعطي مواعيدها بالدقيقة ولا تأتي ولا تعتذر ؛ بل وتعتبر الأمر سخيفاً..بل قد تجد العتاب في الأمر (حنبلة)..بل قد تتهمك بأنك (مكبر الموضوع) ..بل قد يشنّ عليك هجوماً كاسحاً لأنك (مش فاهم شو صار معه)..بل قد تترجاه أن يسامحك لأنك عاتبته ..الأمة هذه؛ لن تقف في وجه صفقة القرن لأنها أمة (مخردقة)..
"دقيقتين وأرجعلك" ولا يرجع ولا يعتذر..بحاجة إلى طبيب نفسي والطبيب ليس عربياً..!
كامل النصيرات
kamelnsirat@yahoo.com