19-05-2019 02:06 PM
بقلم : الدكتور الصحفي غازي السرحان
بعدما رأينا في الاونة الاخيرة الكم الهائل مما يكتب على وسائل التواصل الاجتماعي من كل حدب وصوب , ما يوحي بانة اختطاف لادوار الدولة انها فتنة الكتابة بهدف الشهرة ولفت الانتباة الرخيص للبحث عن شخص ما لنلومة او نحملة المسؤولية انة نوع من تجاوز للحدود القيمية والتمادي في استخدام الحريات والصلاحيات الممنوحة لهم , لذلك يجب الا نحجر على احد او نصنفة ضمن قائمة سوداءاو نشرفة في القائمة البيضاء.
ان ما اتضح مؤخرا وما عايشناة هو بمثابة اعداد لعملية اكثر دهاءا وخبثا واكثر خطورة بغسيل دماغ المواطن عن طريق التضليل الاعلامي بدفعة دفعا الى ان يكون جزءا لا يتجزا من منظومة خراب وتكريس لحالة من الشك وانعدام الثقة بين مكونات الدولة ’ بين الملك والشعب وبين الشعب والحكومة نحن امام حرب ضروس تستهدف الاخضر واليابس تحرق ما امامها وما خلفها وتحول كل شيء الى رماد ,من يقرا ويتابع يجد مواقع التواصل وقد تحولت جميعها الى اتجاة معاكس دائم بتوليفة في غاية المكر وبافكار تدس السم في العسل وبتجاذبات لاتهدا وبتشتيت لا ينتهي يخلع على الباطل ثوب الحق ويداهن ويخادع ويمكر للزج بالمواطن في مواجهة مع اركان الحكم في الوطن, يبدا ببث بذور الفرقة وزرع بذور الخلاف والاختلاف وبث الفتنة وتحويل المجتمع الى اقطاب والى فرقاء والى جماعات والى ملل وكل ملة تعلي من قيمتها وتتخفى وراء شعارات وايديولوجيات . كل تلك الرسائل هدفها صنع البلبلة واثارة الفتنة وتعميق الخلافات والاختلافات , ومن يتمعن ويتفحص الاسماء التي اوكلت اليها مهمة العبث بعقلية المواطن سيكون على يقين من الهدف الحقيقي فلا مصداقية لتلك الشخصيات ولا موضوعية هم متلونون اوراقهم محروقة لا بل انها متفحمة وهي الوجوة التي يمكن ان تشترى ويمكن ان تكون ادوات لينة كفاية لتكون مداد الرسالة الجديدة.
ولللاسف فان بعض الاعلاميين اليوم هم الاداة التي يستخدمها الاخرون لنشر الفوضى الفكرية وبث الفرقة وتحويل الوطن الى جماعات متناحرة متناقضة ومتشككة لا تطمئن الى الاخر كل منها بدين فكري يختلف عن الاخر وجميعها تحمل شعارات التغيير وتقدم مسوغات التغيير ,وليس لهم علاقة بالاعلام من قريب او بعيد ليس اعلاميا ولا سياسيا فقط رغبة في تحقيق اهداف جماهيرية حتى ولو كان ذلك بطريقة سيئة من هؤلاء قدراته محدودة جدا ومستوى اكاديمي متدن ليس لة علاقة بحقل الاعلام يحتكر المعرفة والدراية والقيادة وليس اصلا منتسب الى نقابة ومهارات وكاريزما غائبة تماما هؤلاء اهميتهم مصطنعة ومفتعلة لا تخلو من التباهي . ولا يحملون ثقافة سياسية او اعلامية واسعة تعينهم على ان يكونوا جزءا من اصحاب الفكر والراي والدراية . ان الاعلام ما كان يوما سوقا لصورة سيئة. ان هؤلاء يفتقدون لادنى درجات الاحتراف والمهنية في مختلف الشؤون الاعلامية وليس لهم القدرة على وزن الامور وتقييمها.
مخيف جدا المشهد الوطني ومخيفة جدا الرسائل المتواصله التي لا تهدا ومفزعة المضامين المكثفة من الافكار المزخرفة التي تستهدف قدرة الوطن والمواطن على حد سواء على الانجاز والعمل , وقد تجاوز اخرون حدودهم واساؤوا فهم الحرية فأساؤا لجلالة الملك الذي كان وما يزال على الدوام على الارض مع الناس يحمل همومهم وقضاياهم ويتحدث باسمهم ولم ينفصل عن الناس ولم يفقد علاقتة مع البيئة البسيطة التي ينتمي اليها ,بسيط في مفرداتة وفي ردود افعالة وسلوكة ويحمل شهامة ابناء البلد ولا يحمل المكر او الدهاء شخصية عفوية وصادقة وقريبة من الناس ,وهو لم يفقد تلك الروح الرائعة التي تسمح ببناء مشروع وطني قومي نهضوي من لاشيء احب الناس ما كان طريقة التعالي والحرص على التباهي والتفاخر بالساعة والملابس والثياب كما صورتم زوجته جلاله الملكة رانيا فما رايناها الا حرة اردنية اختا لنا وبنتا , اطلالاتها عادية لا تشي ببذخ وترف كما اي سيدة من هذا المجتمع ,
لا احد يريد للوطن ان يتعافى ولا ان يجد طريقة بنفسة لنظل في دائره الاخر الذي يعبث بمقدراتنا ومصائرنا ما دامت بقيت مواقف تباع وتشترى هنا وهناك وتؤمن بان التغيير يكون بالفرض وتتخفى تحت شعارات وتخلع عليها مختلف الاردية من الوطنية والدينية والقومية ,ان الايمان بالوطن مسلك حياة فان كنا نحبة علينا تغيير الانفس بالنظر الية .ان جزء كبير من رفض الانسان واقعة هو في الواقع ناجم عن عدم اجادتة التعامل مع حاضرة ولو ان كلا منا غير ما بنفسة واختار طريقة وتغلب على اهوائة وجاهد نفسة وعرف الحق فاتبعة والباطل فاجتنبة لاصبحنا متعافين .ولكن الايمان المطلق لدى البعض بان التغيير سياسة يجب ان نلزم الاخرين بها وفق ما نخطط لة وما نريدة هو ذا الطريق لاثارة الفوضى , لان كل جماعة تريد التغيير وفقا لفكرها ولاجندتها الخاصة وكل منهايدور مع رحى الاخر. وبالنهاية فان المواطن البعيد عن الصورة والذي يغذى فية دافع التغيير هو الفريسة مضاف اليها الوطن, وانذاربغياب كامل لكل من المعنى والهدف والدلالات.
ان وقوفنا على سدة الصمت لا يعني صمت مغفلين بل هو صمت الجبال المهيبة , ولكن بعدما راينا اصرار الكثيرين على نشر تفاهاتهم التي يريدونها غصبا عنا بهدف الشهرة ولفت الانتباة الرخيص فان العديدين من ابناء الوطن وانا منهم يقرعون جرس انذار لكل من يهمة الامر ولكل من تسول لة نفسة المساس بكرامة وسمعة الملك وعائلتة وعلاقة جالتة بشعبة سيجد منا ما لم يتوقعة وسنتصدى بالرد على المتطاولين , ونطالب الدولة بكافة ادواتها وقوانينها وتشريعاتها ولديها القدرة على ذلك بان تفرض هيبتها ومنع التطاول والتمادي واحباط التسلق على جدران الدولة . فلا يمكن باي حال من الاحوال ان يستمر هذا الانفراد والانفلات بالراي والرؤيا فهي تبدو في غير مكانها ينسجون لانفسهم نسخا من بعضهما بعضا ويتماثلون في الفكرة التي يجب ان تصل للمواطن, كلمات ثقيلة جدا افواة مستنسخة بادوات مقلدة .
لم يكن من المقبول ان يكون الخطاب الاعلامي الذي يتوجهون بة الى الناس بمثل ذلك المستوى من الجراة التي تصل الى حد الوقاحة وكانهم يعلنون تحررهم على طريقتهم ونسوا ان الذي يقيمون علية هو الوطن يريدون ايصال الجراة وفقا لمفهومهم الخاص , الوطن في هذة المرحلة يحتاج لمن يتكلم بلغة التوحيد والجمع والمحبة. ان التعبير عن الحرية والجراة الى درجة الاساءة امر مرفوض ومشكوك بدوافعة. نحن بحاجة الى الطمانينة والثقة بالاخروان نلتف حول جلالة الملك فهذة الفترة صعبة على الاردن والاردنيين نحن بحاجة الى الصبر, نحن نخاف اعين البعض التي تفسد المحبة والسعاة والاستقرار التي تنعم بها بلادنا ولذا وامام هذا الجنون الشرس في التطاول نصبح في حاجة الى ضوء كاشف ومسارات للوعي والتغيير وفي هذا لاطار ياتي هذا الكلام متجاوزا حدود الصمت ومنطلقا الى افاق وعي مغاير يمزق كل الاقنعة ليضعنا في مواجهة مريرة مع تلك الجمرات القاسية التي شوهت نبض الروح وتحاول خلق صورة قاتمة للملك واسرتة امام الناس .
الدكتور الصحفي غازي السرحان