20-05-2019 01:31 AM
بقلم : المحامي عبدالله محمد جرادات
زاد التوتر في منطقة الشرق الأوسط بين الولايات المتحدة الامريكية و ايران بعد ان افاد محققون أمريكيون بأن ايران تقف وراء استهداف أربع ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات فجر الاحد الماضي، وهو ما نفته طهران، على الرغم من عدم ظهور أي دليل فعلي حتى الآن يشير إلى دور طهران في هذه الحوادث.
وفي إجراءات سريعة وتصريحات متتالية من قبل طرفي الصراع قامت الولايات المتحدة بتعزيز قواتها العسكرية في قواعدها بالمنطقة وقامت بإرسال حاملة طائرات وسفن حربية وقاذفات إلى قواعدها العسكرية في منطقة الخليج العربي، كما قامت الولايات المتحدة بسحب موظفيها الدبلوماسيين من العاملين الغير رئيسيين من سفارتها في بغداد وقالت إنها ستعيد نشر قواتها العسكرية في منطقة الخليج العربي.
وحسب تقارير غير مؤكدة قامت ايران بدورها بنشر قوارب تحمل صواريخ في مياه الخليج العربي للتصدي لأي هجمات أمريكية محتملة.
من موسكو قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن الولايات المتحدة تنتظر من إيران أن تتصرف كدولة طبيعية ولا تسعى لخوض حرب مع إيران. وفي تصريحات للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قال (نحن لا نسعى إلى الحرب، ولا هم أيضا يسعون لها).
ومع اصرار زعماء جانبي الصراع أنهم لا يريدون حربا مازال التوتر مسيطر على منطقة الخليج فهل فعلا نحن امام صراع اميركي إيراني مرتقب؟
للإجابة على هذا التساؤل نعلم جيدا بان التوترات ليست وليدة اليوم بل بدأت عندما استلم دونالد ترامب زمام الإدارة الامريكية عندما خرج منفردا ببلاده من الاتفاق النووي الذي وقعته بلاده ابان إدارة الرئيس باراك أوباما مع دولة ايران في عام ٢٠١٥ وفرضت إدارة ترامب بعد الانسحاب من الاتفاق عقوبات اقتصادية جديدة على طهران، حيث كان ينص هذا الاتفاق على خفض العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، مقابل وقف جميع أنشطتها النووية، ونعلم أيضا بان الرئيس ترامب الذي يملك الحق منفردا بخوض بانه ليس برجل حرب بشخصه وانه يختلف كليا عن سلفه جورج بوش رجل الحرب و ندرك بان سيناريو الحرب على ايران لن تكون شبيهة بسيناريو الحرب العراقية حيث تحافظ طهران على تحالفات دولية وحزبية وشعبية واسعة ومتينة في منطقة الشرق الأوسط سوف تنخرط في هذه الحرب اذ اندلعت علاوة على انخراط إسرائيل والسعودية والامارات في هذه الحرب.
وبالاضافة فان الرئيس ترامب معروف بمعارضته لخوض نزاعات عسكرية دولية، لكن من غير المرجح أن يقف مكتوف الايدي إذا تعرضت القوات و المصالح الامريكية لأي هجوم، لاكنه ربما اراد من خلال الحشد العسكري ارسال رسالة الى طهران مفادها ان الولايات المتحدة متأهبة عسكريا في منطقة الخليج العربي لحماية مصالحها من أي هجوم إيراني محتمل، مع سعيه أيضا الى الضغط على طهران للتوقيع على اتفاق نووي جديد مصاغة شروطه من قبل الإدارة الامريكية.
لنراقب المشهد في قادم الأيام لنرى ان كانت سحابة صيف ام سوف نسمع قرع الطبول بشكل أوضح.