حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,14 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5495

علاقة رمضان بالقرآن

علاقة رمضان بالقرآن

علاقة رمضان بالقرآن

20-05-2019 11:21 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - إن المتأمل في شهر رمضان وشرع الله تبارك وتعالى يدرك العلاقة الكبيرة بين القرآن الكريم الذي به تزكو النفوس وترتاح بتلاوته، وبين شهر رمضان، وتتضح هذه العلاقة من خلال بعض الصور التي نذكرها:
أولاً: نزول القرآن: إن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن جملة واحد إلى بيت العزة في السماء الدنيا في ليلة القدر من اللوح المحفوظ، قال سبحانه: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر:1]، وقال: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ [الدخان:3]، قال ابن جرير رحمه الله: "يقول تعالى ذكره: إنا أنزلنا هذا القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، وهي ليلة الحكم التي يقضي الله فيها قضاء السنة". [تفسير الطبري (24/ 542)].
وقال السعدي رحمه الله: "يقول تعالى مبينًا لفضل القرآن وعلو قدره: إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ كما قال تعالى: إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ وذلك أن الله تعالى، ابتدأ بإنزاله في رمضان في ليلة القدر، ورحم الله بها العباد رحمة عامة، لا يقدر العباد لها شكرًا". [تفسير السعدي (ص: 931)].
ثانياً: الاجتهاد فيه: إن شهر رمضان المبارك الذي هو شهر الصيام، ليس لصيام فحسب، بل إنه شهر الجد والاجتهاد في الطاعات والمنافسة فيها وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ [المطففين:26]، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجود بالخير في شهر رمضان عن ابن عباس، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله ﷺ أجود بالخير من الريح المرسلة". [البخاري، برقم (6)، وبرقم (4997)، ومسلم، برقم (2308)].
وفي الحديث أن جبريل كان يدارسه القرآن كل ليلة، كل عام مرة، وفي آخر رمضان عارضة مرتين، كما رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها، برقم (2450).
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف لابن رجب (ص: 169): "دل الحديث أيضا على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك وعرض القرآن على من هو أحفظ له وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان، وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان".
وقال أيضاً: "وفي حديث ابن عباس أن المدارسة بينه وبين جبريل كان ليلا يدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلا فإن الليل تنقطع فيه الشواغل ويجتمع فيه الهم ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال تعالى: إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً [المزمل:6]، وشهر رمضان له خصوصية بالقرآن كما قال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة:185]، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: "إنه أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في ليلة القدر"، ويشهد لذلك قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر:1]، وقوله: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا [الدخان:3] وقد سبق عن عبيد بن عمير: أن النبي ﷺ بدئ بالوحي ونزول القرآن عليه في شهر رمضان". [لطائف المعارف لابن رجب (ص: 169)].
وقال رحمه الله: " وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع منهم قتادة، وبعضهم في كل عشرة منهم أبو رجاء العطاردي.
وكان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها كان الأسود يقرأ في كل ليلتين في رمضان.
وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة، وفي بقية الشهر في ثلاث.
وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر كل ليلة.
وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة، وعن أبي حنيفة نحوه.
وكان قتادة يدرس القرآن في شهر رمضان.
وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام.
قال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
قال عبد الرزاق: كان سفيان الثوري: إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.
وكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان فإذا طلعت الشمس نامت.
وقال سفيان: كان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف وجمع إليه أصحابه.
وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان والمكان وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة وعليه يدل عمل غيرهم". ا.هـ.[لطائف المعارف لابن رجب (ص: 171)].
فالنبي ﷺ هو قدوتنا وأسوتنا، وكان أجود ما يكون بالخير في رمضان، والسلف سبق شيء من حالهم








طباعة
  • المشاهدات: 5495

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم