24-05-2019 03:25 AM
سرايا - قد منَّ الله علينا بأن بلَّغنا رمضان، فهذا الأمر في حد ذاته نعمة كبيرة جدًا، فقد كان السلف رضوان الله عليهم يدعون الله ستَّة أشهر كاملة بأن يُبلِّغهم رمضان، فكم ممن كانوا معنا يأملون أن يصوموا هذا الشهر فخانهم أملهم فصاروا قبله إلى ظلمة القبر.
وها قد أتاكم أنتم أيها الأحياء، شهر الخير والبركات والنفحات الطيبة شهر زيادة الأجر بعشر الأمثال، شهر رفع الدرجات ونيل القربات، وغفران السيئات.
إنه شهر القرآن.
لعلنا نتحدث عن فضائل القرآن في هذا الشهر..
إنَّ فضل القرآن عظيم، فهو كتاب حياة ومنهج وجود للإنسان، وهو يقدم للمسلم كل ما يحتاج في الدنيا والآخرة، فهو الدواء والشفاء.
قال الحق في محكم تنزيله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس:57].
إنه شفاءٌ لما في الصدور، شفاءٌ لها من أمراض الشك والجحود والاستكبار عن الحق، شفاءٌ من الرياء والنفاق والحسد والغل والحقد والبغضاء والعداوة للمؤمنين، شفاءٌ من الهم والغم والقلق.
إنه كتاب كريم أنزله الله تعالى نورًا تستبصرون به، وعلمًا تهتدون به، ودليلاً تستندون إليه في عقيدتكم وعبادتكم وأعمالكم وأخلاقكم،كما قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا [النساء:174-175].
قال ﷺ في صحيح مسلم: اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه [رواه مسلم: 804].
وعن ابن عباس قال: بينما جبريلُ قاعدٌ عند النبيِّ ﷺ، سمع نقيضًا من فوقِه، فرفع رأسَه، فقال: هذا بابٌ من السماءِ فُتِحَ اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منهُ ملكٌ، فقال: هذا ملكٌ نزل إلى الأرضِ، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلَّم وقال: أبشِرْ بنوريٍنِ أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك، فاتحةُ الكتابِ وخواتيمُ سورةِ البقرةِ، لن تقرأَ بحرفٍ منهما إلا أُعطيتَه. [رواه مسلم: 806].
وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: مَن قرأ حرفًا مِن كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول {ألم} حرف، ولكن ألِف حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف. [رواه الترمذي:2910، وصححه الألباني في صحيح الجامع: 6469].