25-05-2019 11:00 AM
بقلم : خليل النظامي
تشهد الساحة المحلية العديد من الصراعات السياسية وظهور سلوكيات هوليوديه لبعض النخب السياسية ومراكز صناعة وتشريع القرار والتي أكاد أن اجزم أنها - ممنهجة ومرسوم وقوعها بتوقيت زمني ومكاني - كانت السبب الأبرز في إنعاش الطاقة السلبية للمجتمع المحلي بكافة أطيافه ومكوناته, ما أدى إلى خلق حراكات ومشاحنات تتغاير وتتباين فيها الآراء والمواقف ما بين مؤيد ومعارض, وكل ذلك يعود إلى فشل وبطء من هم في مراكز صناعة القرار السياسي والاقتصادي وعدم مقدرتهم على تقديم برامج اقتصادية تنموية تنعكس بالشكل الملموس على واقع المواطن.
وكنت اعتقدت اننا في حواراتنا مع السلطة ورموزها قد تجاوزنا مراحل التشخيص وانتهينا من تقديم التوصيات والاقتراحات وحان الوقت لسماع خطة التطبيق العملي، حيث ان المرحلة الحالية تتطلب الان التنفيذ الفوري لكل ما تم التوصية والاقتراح به في ذيل الدراسات والمسوحات السياسية والاقتصادية، فما مرت به الاردن مؤخرا كان اكبر من طاقتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وقد تجاوزته والحمدلله، ولكن يبد اننا لم نستفد جيدا من التجربه.
وكالعادة وجدت ان نهج التشخيص للمشهد المحلي والاقليمي والدولي ما زال ذاته يسيطر على مخرجات معظم قيادي الصالونات والمطابخ السياسية في الاردن حتى بات الامر وكأنه مسلسل يعاد عرضه في شهر رمضان المبارك من كل سنه بنفس السيناريو.
وكنت قد اعددت عددا من المحاور اطرحها على الشخصيات السياسية في جلسة حوار جرت اليوم بدعوة كريمة من زميل كريم، ولكنني تراجعت في اللحظة الاخيره لانني أيقنت أن محاوري لن تجد اجابة شافيه ووافية استفيد منها في ازالة الضباب المتكوم على بعض المشاهد المحلية والاقليمية التي امامي.
ويبدو لي اننا يوميا نرى غالبية الساسة ممن يعتلون مراكز صناعة القرار يحاولون افهام الرأي العام ما لا يريد أن يفهمه وكأن سياسة "التكرار تعلم الشطار" ما زالت تستخدم ونحن في نهاية 2019، ويصرون على هذه السياسة عوضا عن احتوائهم بالشكل والمضمون من خلال الاستماع الجيد لهم تحت قاعدة الارسال والاستبقال تطبيقا لمبادئي العدالة الاجتماعية في إشراكهم في صناعة القرارات السياسية والاقتصادية المتعلقة بتحديد مصائرهم، واتوقع ان هذا هو السبب الأبرز في فوضوية واهتزاز المشهد الحالي.
وفي الوقت ذاته هناك آخرون يقبعون في قوالب الحرية والديمقراطية والمساواه، يتقابلون برفقة جميلات مستوردات على طاولة مستديرة في احد الفنادق الفخمة لاحتساء نخب النجاح في تأجيج الحراكات وتجييش الشارع وصياغة بيان اعلامي يضاف الى ارشيفهم في سجلات الدعم الخارجي الذي يسعى للزعزعة والتفتيت والاضعاف وصولا للسيطره.
هذه السلوكيات والظواهر التي تحدثها النخب السياسية من جهة واصحاب الاجنادت الخارجية من جهة اخرى، اصبحت ثغرة سهلة لدخول الفساد إلى النظام الاجتماعي، والتي من البديهي ان يتفاعل معها المجتمع بأسلوب عكسي يظهر من خلال الحراكات والمشاحنات والتجييش واستخدام شعارات تتجاوز السقوف الاجتماعية والاعراف السياسية وغيرها من الظواهر الهدامة للصورة الاجتماعية والسياسية للنظام الاقتصادي والسياسي ككل.