27-05-2019 09:23 AM
بقلم : عمر النادي
لم يكن اكثر المتفائلين من انصار الحزب العنصري الفلاماني ال فلامز بيلانق يتوقع ان يحصد حزبه هذا المجموع من الاصوات، فقد فجر حزب الكتلاة الفلامانية مفاجأه من العيار الثقيل وبصمت ودون ضجيج انتخابي بعدما كان المواطنون البلجيك يتحدثون عن أفول نجم هذا الحزب خاصة بعد ان مني بهزائم كبيرة في الانتخابات الماضية وفي ظل صراعه مع حزب الوطني الفلاماني (إن في أ) الى جانب أحزاب اخرى لها قواعد شعبية عريضه في المجتمع الفلاماني والوالوني.
حزب الوطني الفلاماني رغم حصوله على اصوات تخوله بأن يقود مركب تشكيل الحكومة القادمه فانه خسر اصوات ما نسبته اكثر من عشرة بالمائه من الاصوات التي صوتت له في الماضي وهذا يعزى الى المشاكل التي قام بها الحزب مع الحكومة ووقوفه بصلافة أمام إقرار قوانين تخدم المهاجرين وتنصفهم كانت مقدمة للبرلمان السابق للتصويت عليها.
حزب الكتله الفلامانيه يعيش الليله اجمل لحظاته مع هذا الفوز الغير متوقع حتى لرئيسه فيليب دي ونتر.
المفاجئة الاخرى كانت في صعود اليسار في المنطقة الوالونية وحصوله على اصوات تخوله البدء في مشاورات لتشكيل حكومة والونية مع باقي الاحزاب.
حزب العمال البلجيكي كان له صولة وجولة حقق فيها نصرا انتخابياً اشاد به الجميع حتى منافسيه من الاحزاب الاخرى، فقد حصل على ضعف الاصوات التي حصل عليها في الانتخابات السابقة. ارتفع نصيبه الى سبعة نواب في البرلمان الفلامنكي والفدرالي، ولم يعد هدويك نائبهم الوحيد يقاتل وحيدا في البرلمان الفدرالي فقد جاء من يؤازرة ويشد من عضده، حزب العمال الماركسي الذي يتبني قضايا عديدة منها دعمه ومؤازرته للقضية الفلسطينية ويعمل نوابه على ذلك في كل المحافل جذب الكثيرين خاصة من اوساط الطلبة في الجامعات والجاليات العربية للتصويت له والوقوف معه في معركته الانتخابيه ضد اعتى الاحزاب عنصرية في البلاد رغم قلة امكانياته المادية واللوجستية.
الاحزاب الاخرى كانت تحت مطرقة الشد والرخي في هذة الانتخابات، فحزب الخضر تقدم في شمال البلاد ولكن تقدمهم كان باهتا لكنه حصد اصواتا كافية في الجنوب مع الحزب الاشتراكي الذي حتما سيشارك الحزب الخضر في تشكيل الحكومه الوالونية في قادم الايام .
الفرانكفونيون صوتوا لأغلبية يسارية تتمثل في الحزب الإشتراكي والخضر وحزب العمل
أما الشمال الفلماني فقد صوت لأغلبية يمينية واضحة تتكون من يمين متطرف عنصري ويمين شعبوي وأحزاب يمينية أخرى بينما أطراف اليسار تمثل أقلية في الشمال الذي سيشهد صراعا مريرا في تسكيل حكومته وذلك بسبب رفض اليسار رغم نتائجه المتواضعه ان يشاركهم في تشكيل حكومة فلامانية في الوقت الذي لا يمكن للحزب الوطني NVAوالحزب العنصري الاخر الكتلة الوطنية ان يشكلا منفردين حكومة فلامانية لعدم حصولهما على ما مجموعه خمسين بالمائه لتشكيل الحكومة الأمر الذي يضطرهم للتحالف مع احزاب اخرى وهنا تكمن المعضلة..