حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 7562

كما كتب على الذين من قبلكم

كما كتب على الذين من قبلكم

كما كتب على الذين من قبلكم

28-05-2019 01:27 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183] قررت الآية أن الصيام ليس من خصائص هذه الأمة، وإنما هو فريضة فُرضت على أتباع الأنبياء من قبل نبينا محمد -ﷺ- وفي هذا إشارة إلى أمرين:
الأمر الأول:
أنَّ هذه الفريضة الشرعية يحتاجُ إليها المسلم حاجةً شديدةً، حتى أصبحت قدراً مشتركاً بين الأمم جميعاً، وليس كل أحكام الشريعة تشترك فيها شرائع الأنبياء، فأنت تجد أن بعض الأحكام الشرعية مشروعة في أمة، وليست مشروعة في أمةٍ أخرى، وبعضها مشروع لكل أمة، وعلة ذلك أن هذه المشتركات بين الأمم مما تشتد إليها حاجة المكلَّف، كأمور العقائد، والأخلاق، وأصول العبادات، وأصول الحلال والحرام، فلما كان الصوم من أجلّ العبادات، التي لا يستغني عنها المكلف؛ لجميل آثارها، وحميد عوائدها، جعله الله من تلك المشتركات يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام كَمَا كُتِبَعَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183].
المعنى الثاني:
أن هذا الصِّيَام ليس أمراً شاقاً، بحيث لا تتحمله النفوس، بل أمر ميسور لمَن كانت له نية صالحة، وعزيمة صادقة، بدليل هذا الواقع التاريخي، فها هو الصيام فُرض على قوم نوح فصاموا، وعلى قوم إبراهيم فصاموا، وعلى قوم موسى فصاموا، وعلى قوم عيسى فصاموا، إذاً فالصيام ليس عبادة خارجة عن المألوف، الذي يمكن أن يتحمله الإنسان، بل هو داخل في الإطار العام الذي بُنيت عليه الشريعة، من حيث كون تكاليفها في طاقة المكلف وقدرته.
وعليه فمن دخل في هذه العبادة راضياً، محباً، مقبلاً، محتسباً؛ سهل عليه أداؤها، واستلذَّ بها، وأخذ يفتش عن ثمراتها وأسرارها.
ومن دخلها وهو يحس بأنها ثقيلة، وأنها مُرَّة، يريد أن يخلص منها، أو يغادرها في أسرع وقت؛ لم تدُر نفسه على تلك المعاني الجميلة التي تنطوي عليها هذه الفريضة، ولن يجد فيها راحة نفسه، ونعيم فؤاده.
وإذا كانت هذه الفريضة كُتبت على من قبلنا، فعليها صبروا، وبها استبشروا، ولطاعة ربه انقادوا، فحري بالأمة الخاتمة أن تكون أوفى صبراً، وأعظم حرصاً، وأكثر رغبة في طاعة الله من ناحية، وفي اجتناء ثمرات العبادة من ناحية، وفي عمارة النفس بمعاني الإيمان الجميلة التي تزيد صفاء النفس، وترقي الحس، وتنفض عن صفحة المرء غبار الغفلة والنسيان والعادة.
اللهم تقبل منا صيامنا، وأكرمنا بثمراته، إنك على كل شيء قدير.








طباعة
  • المشاهدات: 7562

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم