28-05-2019 01:38 PM
بقلم : كامل النصيرات
هذا الوجعُ الـ يكبرُ ذاكراةُ المنسيين..يأخذهم للخذلان ويطوي عنهم أبواب الفرح الكبرى..! وأيادي الناس خرائط للذل..عيونٌ ترتجف..أبدانٌ ترتعشُ: يعيش الخوفُ على بكرة؛ يموتُ الحاضرُ..!
من دار على الناس بوهم الصفقات ليس يموتُ..وليس يراجعُ فنّ الايغال بحواس الناس الستّة..يأخذُ سمعاً وينقط فيه حروف اليأس..ويرمي للبصر مجازر يومية لعجوزين واطفالٍ شابوا بنفس التوقيت..! يأخذ جيشاً من عطب الشمّ ويحاصر شمّ الناس إلى أن يذوي الشمُّ وتختنق اللحظاتُ بلسان الناس الأخرس ..تنهال على الخبز البائت و ما حوته حاويات الشوارع أذواقٌ بليدةٌ ..يعتاد الناس الركض بلا جدوى ..!
لا أحدٌ يعرف لماذا يعيش؟ لماذا يموتُ..؟ لماذا يترفّع ابن فلان على كتف فلانٍ..؟ كيف دخلت (عبلة) في لحظة طيشٍ إلى ديوان (عبس) ووشت بـ(عنترة) و(شدّاد) يصفّق للفكرة ويصيح بخمر مدسوسٍ : قلتُ لكم هذا العبدُ وإن كرّ على الأعداء ليس ابني..؟!
الوجعُ المتعجرفُ..يعرف كيف يصفّطُ أبناء الهامش ..يعرف كيف يجعلهم يحلفون بتراب القبر أن (غراب البين) رشادٌ ودليل..!
يا عظماء الناس ..ويا سادة من غير سيادة..يا أكذب من طافوا في الصحراء و أهدوها ثلج تزلّج..:- الوضعُ الراهنُ ليس يراهنُ..لكنّي أراهنُ أن الأملَ المخنوقَ سيشبُّ من تحت طبقات الأرض ويخرج للناس فتيّاً..!
كامل النصيرات