حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15005

الولائم و"جمعات" رمضان .. رغم التطور والحداثة لا تقبل التغيير

الولائم و"جمعات" رمضان .. رغم التطور والحداثة لا تقبل التغيير

الولائم و"جمعات" رمضان  ..  رغم التطور والحداثة لا تقبل التغيير

30-05-2019 10:19 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - اختلفت معايير البر وصلة الأرحام خلال الشهر الفضيل، إذ أصبح بعض الناس يلجأون إلى إرسال أطعمة أو مبالغ نقدية لذوي القربى من الأخوة والأخوات بدلا من دعوتهم لتناول ولائم الإفطار.

وفي ظل الأوضاع الإقتصادية الراهنة عمدت أسر إلى استبدال طقوس التجمع الأسرية بعادات وأنماط دخيلة وغريبة على مجتمعنا المحلي.

وطغت على ما كان يميز الموائد الرمضانية من اجتماع العائلة الممتدة حول مائدة واحدة وسط أجواء من التناغم والفرح والبهجة والتلاحم الأسري.

وتلجأ بعض الأسر إلى دعوة الأقارب قبيل الشهر الفضيل تجنبا للإرهاق والتعب، لرغبتهم في التفرغ لإقامة العبادات وطقوس الشهر الفضيل.

ومع ذلك ما يزال كثيرون يفضلون الأسلوب التقليدي في صلة الأرحام، ويصرون على دعوتهم على ولائم الإفطار تقربا إلى الله وطلبا للأجر والثواب وتعزيزا للأواصر الأسرية.

ويرى باحث علم الاجتماع الدكتور فيصل غرايبة أن «كثيرا من عاداتنا الاجتماعية قد وصلها التغيير ولم تبق كما اعتدنا عليها، وذلك بفعل التطور الاجتماعي والاقتصادي الذي فرضته حتمية التغير الحضاري والانتقال من حالة المجتمع الزراعي إلى الخدمي السائد حاليا في المدن وحتى القرى التي هجرت الزراعة كليا أو إلى حد كبير».

ويشير الغرايبة الى أبرز التغيرات التي طرأت على العلاقات الاجتماعية» إذ اضمحلت الروابط العشائرية، وانكمشت العلاقات مع الأسرة الممتدة وانحصرت العلاقة الوثيقة بالأسرة الصغيرة، والتي تدعى اصطلاحا بالأسرة النووية أو الأسرة «النواة».

وخاصة بعد أن أصبح نمط معيشتها خدميا مكتبيا مدنيا وكثر سكنها في شقق وعمارات وفي أحياء جديدة بالمدينة وأغلبية السكان لا يعرفون جيرانهم».

ووفق الغرايبة «رافق هذه الكيفية الجديدة من العيش حالة من الانقطاع في التواصل وابتعاد في الإحتكاك وندرة في الإتصال حتى بين الأخوة الذين كانوا ضمن عائلة واحدة بفعل المشاغل الخاصة والوظيفة والمكان الجديد».

ويقول إن:«تمادي الجميع في الجوانب السلبية للعلاقات المتمثلة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي طغى على فرص التواصل المباشر وتعزيز صلة الرحم، ما أثر سلبا على طبيعة العلاقات الإنسانية».

وتؤكد المستشارة التربوية الدكتورة أمينة الحطاب أنه:«في ظل التغيرات التكنولوجية وانتشار وسائل الاتصال بدأت بعض العادات تتغير ومن ضمنها ولائم الشهر الفضيل التي تأخذ وقتا وجهدا كبيرين، لا سيما أننا نواجه ظروفا اقتصادية صعبة والتزاما من ربات الأسر بعمل خارج المنزل».

وتشير إلى أن:«النبي محمد صلى الله عليه وسلم حض على صلة الرحم وإطعام الطعام، فإذا كان الظرف مناسبا ورضي الطرفان باستبدال العزائم بمبالغ مالية تساعد على مواجهة تحديات الحياة فلا مانع من ذلك لأن الهدف هو صلة الرحم وتوثيق العلاقات وتأصيل الروابط الأسرية وفي حالة تحسس الطرف الآخر من هذا التصرف أو السلوك فيحبذ عدم اللجوء إليه وكل إنسان أدرى بحال من يصل اجتماعيا ونفسيا ويملك تقدير ردات الفعل لسلوكه».

وتوضح الحطاب أن:«العلاقات الإنسانية معقدة وكل له أحوال وظروف، وعليه أن يكون ذكيا ويقدر الطرف الآخر و يعطيه بما لا يحرجه ويحفظ ماء وجهه ويساعده على تخطي الظروف الإقتصادية الصعبة».

وتعتقد أنه: «لا يوجد ما يمنع من تغيير بعض العادات والتقاليد لا سيما إن كل ما حولنا يتغير ويتبدل بشرط أن تبقى علاقاتنا الإنسانية محور اهتمامنا، وأن نضع مراعاة مشاعر الآخرين نصب أعيننا مع مراعاة احتياجاتهم وظروفهم، وأن لا يكون ذلك من باب أداء الواجب فقط لكون الهدف توثيق الصلات والعلاقات الإنسانية».

من جهته يؤكد أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور محمد الهواري أن «الإسلام حث على صلة الرحم لعظيم فائدتها، فهي تعمل على زيادة المحبة والمودة بين الأرحام وهي سبب للمباركة في العمر، ونيل رضا الله تعالى».

ووفق الهواري فإن لصلة الرحم طرقاً متعددة كالزيارات الشخصية، والمحادثة الهاتفية، والرسائل ووسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا الزيارات التي تزيد من أواصر المحبة والمودة، وتجعل العلاقات الأسرية أكثر دفئا.

ويقول الهواري «يزداد حرص الناس على صلة الأرحام في شهر رمضان، ويظهر ذلك بعدة طرق منها تفطير الأرحام تأكيدا لصلة الرحم ورغبة للأجر والثواب كما بين النبي صلى الله عليه وسلم أن(من فطر صائما فله أجر مثل أجر الصائم)».

ويوضح أنه :«قد اختلف الناس في طرق تفطير الصائم، فهناك من يقيم الولائم للأرحام قبل حلول الشهر الفضيل، ومن يقوم بذلك يصل رحمه لكنه لم يتحقق له شيء من فضل تفطير الصائم في رمضان، لأن كل ذلك تم قبل دخول شهر رمضان ويكون فاته أجر عظيم في هذا الشهر الكريم».

ويبين الهواري «هنالك من يطهو الطعام ويوصله للأرحام في بيوتهم أو يعطي الأرحام مبلغاً مالياً لشراء ما يحتاجونه من طعام للإفطار كما يريدون وهذان «أمران جائزان» ولمن قام بذلك أجر تفطير صائم وهم بفعلهم هذا يرفعون المشقة عن الأرحام بعدم تكليفهم المشاق للوصول إلى مكان الوليمة، ويخففون عنهم العبء المادي الذي قد لا يتحمله بعضهم بسبب بعد الأماكن عن بعضها لكون رفع الضرر من قواعد الإسلام الحنيف».

الرأي









طباعة
  • المشاهدات: 15005

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم