02-06-2019 11:22 AM
سرايا - تشكو النساء من عصبية الرجال في شهر رمضان المبارك فيما الرجال يتّهمونهنّ بافتعال المشاكل والتنكيد بالشهر الفضيل.
كل حسب الظروف النفسية والجسدية والاجتماعية التي تحيط به، ومن يتحكم أكثر بمقدار تأثره بما حوله يكون أقل نكداً.
الثلاثينية تغريد جميل لا تخفي عصبية زوجها في الشهر الفضيل، وتقول «حتى إن الأولاد، عندما يعرفون أن أباهم جاء يهربون إلى غرفهم لأنهم يخشون من عصبيته».
وتورد موقفاً حصل منذ أيام حيث تأخرت شركة تبديل الماء، ما جعل زوجها يستشيط غضباً وصار «يصيّح» وأنا أقول له: حاكيتهم بدهم نص ساعة فأخذ يصرخ «خليكم بلا ماء وبلا أكل» ويردد دائما كلمة «راعوا أنا صائم».
وتقول إنها وصلت إلى مرحلة «صرت أكره أشوفه أو أسمع صوته، ويتعدى نكده البيت إلى الجيران والحارة».
ينقلب شخصاً آخر
تقول الثلاثينية أم رجا (ربة بيت): زوجي مثل العسل، لكنه في رمضان ينقلب شخصا آخر، أنا وأولادي وحتى أهله لا نعرفه؛ يصبح في قمة العصبية وبخاصة قبل الإفطار.
وهي تعتقد أن هذا الانقلاب سببه امتناعه خلال النهار عن «الدخان والقهوة»، وعندما تطلب إليه أن يخفف العصبية لأن أولاده باتوا يكرهون الجلوس معه والحديث اليه، يبرر سلوكه بأنه صائم، و«عندما تنعكس عصبيته عليّ ويرتفع صوتي قليلا يقول إنني «نكدية» وشهر رمضان صعب بسبب نكدي».
لا يطاق
العشرينية ميس -وهي معلمة في مدرسة خاصة- تقول إن زوجها في رمضان «أتجنبه طوال النهار ولا أتحدث إليه إلا بعد الإفطار، واذا اضطررت للتحدث معه وفي الأغلب يكون طلبا لشراء أغراض للبيت، ومباشرة يتحول الحديث إلى معارك وصراخ ويتهمني بأنني استفزازية ونكدية ويطالبني بأن أتحمل بعض المسؤولية وأقوم بشراء أغراض البيت اللازمة وأعفيه من هذه المهمات بحجة «أنه صائم».
الوحيد الصائم
حنين (معلمة تربية) تعلق بأن الرجل في رمضان يعتقد أنه هو الوحيد الصائم، ويتعب ويتحمل مشقة العمل والصيام. فهو بعد العودة من العمل يقضي يومه نائماً، بعد أن يعطي الوصايا العشر لي وللأولاد بأنه لا يريد أن يسمع صوتا حتى يحين موعد آذان المغرب، ويطلب مني أن أعد الأطباق التي يريد أن يتناولها على الإفطار، ويحذرني من أن تكون «غير مالحة وأن لا تكون عند الإفطار ساخنة أو باردة» وأنا أنتظر أن يكمل التعليمات، وينهي كلامه بالقول: لا أريد أن «تنكّدي» عليّ عند الإفطار.
عصبي بكل الأحوال
المعلمة المتقاعدة الأربعينية أم براء تقول:» زوجي عصبي بكل الأحوال، هكذا طبعه، لكن في رمضان لا أجرؤ أن أقول له «مرحبا»، فهو يعصّب «من الهوا الطاير»، وأحيانا يتصل ليسأل اذا كنت أحتاج أغراضا للبيت، إذا أجبته بلا..«كأنني ضربته أو شتمته.. يبدأ بالصراخ «وعينك ما تشوف إلا النور» وإذا طلبت منه أغراضا، يقول: «شايفتيني بشتغل عند أبوكِ؟ بس جيب جيب؟».
أم النكد
في المقابل، يعتقد الموظف في شركة خاصة الأربعيني أبو محمد أن المرأة «تعشق النكد»، فهي «تحمّلنا جميلة بإعداد الفطور» وتصبح عصبية وأي شيء ينكّد عليها وتعصّب لأبسط الأمور.
ويتابع:» عندما تريد أن تطلب أغراض البيت تكون عصبية جدا وتردد دائما «أنا صائمة.. وكل شيء أقوم به لوحدي.. أذهب إلى العمل وأعود لترتيب المنزل وإعداد الفطور والجلي وتدريس الأولاد، وأنت لا تقوم بشيء سوى النوم عند عودتك من العمل، أصبحت أختصرها وأحضر للمنزل قبل الإفطار بدقائق أو أذهب عند والدتي أفطر أو مع أصدقائي اختصارا للشر».
زوجتي تتحول
يقول الموظف الثلاثيني إياد السالم:«أنا شخصياً هادئ جدا ونادرا ما أعصب حتى في رمضان، وزوجتي أيضا من طبعها الهدوء وخفة الدم..»
لكن والحديث لإياد: «سبحان الله.. في رمضان تتبدل إلى امرأة أخرى؛ عصبية وصراخ ونكد بحجة أن الضغط عليها كبير من صيام وتنظيف البيت وإعداد طعام الفطور وتدريس الأولاد، وإذا طلبنا «كاسة ماء» تقيم الدنيا ولا تقعدها وعندما تطلب أغراضا للبيت صراخها يسمعه الجميع من الهاتف، «الله يهديها» والحمدلله هذه الأزمة في شهر رمضان فقط».
ويشير الاستشاري الأسري والنفسي الدكتور محمد أبو شوك إلى أن النكد حالة نفسية تختلف عن الشخص الغاضب او الذي يغضب بسرعة.
ويوضح :«لا نستطيع أن نقول أيهما أشد نكداً.. المرأة أم الرجل، وإنما حسب الظروف التي تحيط بالرجل أو المرأة.. فمثلا لو كان هناك وليمة لدى المرأة فحالتها النفسية قد تكون متأزمة أكثر من الرجل وذلك للضغوط والوقت والتوتر الذي يحيط بها، أما الرجل فسيكون الضغط عليه أقل بكثير، فتكون حالته النفسية أفضل من الزوجة».
ويتابع: «ولا ننسى أيضا أن الرجل يتعرض لضغوط نفسية بسبب الظروف الاقتصادية والعمل والحياة بشكل عام، ما يؤثر على حالة النكد لديه.
ويخلص أبو شوك إلى أننا لا نستطيع أن نقول إن المرأة أنكد أم الرجل فكل حسب الظروف النفسية والجسدية والاجتماعية التي تحيط به، ومن يتحكم أكثر بمقدار تأثره بما حوله يكون أقل نكدا.
الرأي