04-06-2019 11:33 AM
بقلم : جرير خلف
اعطوا الاسم جاذبية فسموها (صفقة) وعمموا عليها الديمومة فاصبحت (صفقة القرن)، وضعوا قائمة الباعة والمشترين واطلقوا علينا هجمة مدروسة ومتقنة التفاصيل... سارت بكل هدوء حتى حسبوا بأنها نضجت... وبقيت الهجمة تقترب وتناور حتى بدء عراب الخراب بالنداء علينا لنرحب بالهزيمة... فهم سيعمّدون عدونا في مغطسنا وسيصبح نتنياهو اخا أصيلا يرث ما لنا ... كيف لا وقد خيروا (عروبتنا) بين ان تكون عشاءا للغول الفارسي الذين كبروه بمكرهم او ان تفتح عروبتنا صدرها لنتنياهو المسخ ليمارس(رضاعة الكبير) ضمانا شرعيا (لتاّخينا).
كادت صفقة القرن أن تكون النتاج العملي لتزاوج المتعة بين الثعالب الفارسية وصائدوا الكرامة العربية من جموع اليانكي والحاخامات الذين لم يكفيهم ما نهبوا من ماضينا وحاضرنا بل بقيت أعينهم على مشاريع سحق مستقبلنا، فأمتهنوا فتح المسارات الخبيثة لسريان سموم العصر في شراين الأمة العربية، وأطلقوا الثعالب الفارسية المسعورة علينا لتغدو خماصا وتروح بطانا، فسقطت لهم دولة بعد اخرى لتصبح اربع عواصم عربية مجرد كهوفا لمنصات الصواريخ المجوسية تغازل فيها عوراتنا، في حين امتهن اليانكي وتابعه كوشنر لعب دور الحامي الأمين على ورقة التوت الشفافة التي تخيلوها ساترة لما تبقى من كرامتنا...!
(صفقة) اتجهت علينا بجنون محاولة تجاوز الصمود الفلسطيني الرافض للصفعة... فقد اعلنت السلطة الوطنية صراحة بأنها لن تدخل الخيمة ذات الراية الحمراء مهللة للبيعة... وضعوا الصفقة على طاولتنا فيما كانت أيران تلعب دور الفزاعة وترمب بدء بفتح حضنه لنا بعد أن تجرد من كل ملابسه واضعا قناع (معتصماه) في تقاسم سخيف وتبادل للأدوار مع أيران وصبيانها الذين تمترسوا في الضاحية الجنوبية وصنعاء وبغداد وسوريا.
ولكن...
ولكن بعد أن ((زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر)) ونحن ظننا ((بالله الظنونا)) جاء الرد من قمة مكة المكرمة وعلى لسان خادم الحرمين الشريفين بأن لا حل بدون دولة فلسطين وقدسها ولا حل مع الثعالب الفارسية إلا بكتمها وأي شيئا غير ذلك هراء.
لقد كانت أكفنا على عيوننا خوفا أن تفك عروبتنا اخر أزرار ثوبها لإرضاع المسخ الصهيوني لمؤاخاته معنا... فتزامن نتاج قمة مكة مع ركلة الظالم للظالم... فقد أدى رفض ليبرمان للتحالف مع نتنياهو ألى سحب رئيس وزراء الكيان الصهيوني نحو المحكمة بتهم الفساد لتضع بالافق احتمال سجنه الى جانب سلفه أيهود أولمرت ليسقط بذلك احد أكبر فرقاء الصفقة ويخرج من اللعبة بلا حمص...
لقد تجمعت فرصا اهداها الله لنا شفقة علينا، وسندفع ثمنا غاليا إن لم نحسن استثمارها... فعدونا الصهيوني أصبح الان مشغول بنفسه اكثر، ,وأزيحت سواتر عمن يستغفلنا ،...فعراب الصفقة ترامب وأدارته بدأت بالتراجع عن معاقبة أيران بالشكل المعلن بعد ان ادركوا بأن مسرحية تجميع الثعالب المجوسية على زوايانا ومن ثم كشها لم تأتي أوكلا ، وأيران ساقطة لا محالة بفعل مجونها حتى وأن علا صراخ جراؤها في الضاحية وصعدة ...
علينا الان أن نضع الملح على جراحنا ونزيد الضغط اكثر... ونشد الحبل على أعناق الثعالب وسائسهم الأكبر... فقد تبقى الحد الأدنى من الكرامة لا أكثر ... إن غفلنا أو تغافلنا : سقطت بعدها هيبتنا وتلاشت أمتنا... ولن يقايضنا السايس وثعالبه حتى بشجرة عاقر لا تظل احدا .