بقلم : هاشم الخالدي

منذ اليوم الاول الذي التقيت به في رئاسة الوزراء عام ١٩٩٧ قلت لزميل لي كان يرافقني بانني لم ارتح لهذا الشخص واشعر بانه العوبان .

بعدها بفتره قليله جدا وكنت انذاك اداوم في احدى الاسبوعيات علمت بان تعليمات وصلت من اجل تلميع الرجل بكل شارده ووارده .

صادف ذات يوم ان دخلت غرفة التحرير ، فاذا باحد الزملاء يكتب مقالا مطولا بمدح باسم عوض الله فحاولت الاستفسار منه بشكل استنكاري عن سبب ذلك المقال المادح فاجابني : باسم عوض الله رح يكون زلمة المرحله القادمه .

حاولت ان اوقف المقال، لكن ذلك لم يكن باستطاعتي لانني لم اكن في ذلك الحين مالكا للصحيفه .

في العام ٢٠٠٢ اصبحت رئيسا لتحرير اسبوعية البلاد وكان باسم انذاك وزيرا للتخطيط واذكر في ليلة طباعة الصحيفه انني غادرت لمنزلي بعد موافقتي على كافة المواد الصحفيه التي كانت ستنشر صبيحة اليوم التالي ، ولم اكن اعلم ان شباب البلاد نشروا مقالا في ذات العدد ضد برنامج التحول الاقتصادي الذي يشرف عليه باسم عوض الله شخصيا في وزارته .

في صبيحة اليوم التالي وقبل ان اصل مبنى الصحيفه الذي يقع على دوار المدينه اتصل بي باسم عوض الله من خط مكتبه المباشر الذي كان معروفا انه ينتهي بالرقم(٨٣٨).
علمت فورا انه هو
هاشم شو اللي كاتبه بجريدتك؟ - هكذا بدأ هجومه بصوت مرتفع
اجبت: عن شو بتحكي معاليك مش فاهم شو قصدك ؟

زادت نبرة صوته قائلا : يعني بدك تتخوث علي يا هاشم الخالدي وتنكر انكم كتبتو عني بجريدة البلاد .

فعلا لم اكن اعلم حينها ان هنالك مادة نشرت ضده ، لكنني احسست بان استمراري بالانكار سيشعره بانني جبان او بانني اخاف منه.

اجبت : احكيلك .. انا يا سيدي بعرف بالماده اللي انكتبت ضدك ، وانا وقعت عليها وارسلتها للطباعه .. غيره شو بدك .
استمرت الدقيقه الاخيره بالتهديد والوعيد من قبله وبرد الصاع صاعين من قبلي .
بعدها بفتره اشتبكت مع رئيس الوزراء انذاك على الهاتف ، ولا ادري هل سرع خلافي مع باسم عوض الله باعتقالي وزجي في سجن الجويده لاسبوعين ام لا ؟

ما دعاني لكتابة هذه الذكريات هو ظهور باسم عوض الله اليوم الى جانب ولي العهد السعودي في صلاة العيد لرجل بدل ولاءه وبدل مبادئه ، لكن اسمحولي ان ادلي باعتراف .

نحن من نتحمل مسؤولية تسمين الرجل ، فقد كنا نواجه كصحفيين كافة انواع التهديدات والوعيد والضغوطات والاتصالات الرادعه لعدم كتابة اي شيء عن الرجل وكان الكتابه عنه هو قرب من نار جهنم ورغم ذلك كنا نكتب وكتب كثيرون من زملائي ضد الرجل وانتهى مستقبلهم الصحفي سريعا .

اريد ان اسأل كل تلك الجهات المجتمعه التي كانت تستنفر عن اخرها حتى لو اوقفت طباعة اي صحيفه تكتب ضد باسم عوض الله هل كنتم على حق ام كنا على حق ؟؟؟ .

نحن نتحمل ما وصل له الرجل من تسمين وتضخيم لانه كان يعلم انه بات خطا احمرا لكل من كان يفكر بانتقاده حتى ادركنا اليوم اننا كنا نسمن افعى حنيش هاي هي تلدغنا في مقتل من باب الخشوع الوهمي في الصلاه .

سحقا لكم ... دولة باكملها كانت تقف وجها لوجه ضد كل من يكتب ضد الرجل وتدمر مستقبله السياسي او الاعلامي فورا دون اي تردد... الم تشعروا بعد بالغصه التي باتت تؤلمني وانا اشاهد خشوعه الوهمي ؟؟
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com