05-06-2019 11:08 AM
سرايا - العيد مناسبة دينية يحتفل بها المسلمون مرتين في العام، عيد الفطر السعيد وعيد الأضحى المبارك وهي تأتي بعد عبادة، فعيد الفطر يأتي بعد شهر رمضان المبارك وعيد الأضحى بعد موسم الحج، فالعيد إذن تتويج لعبادة وجائزة للمسلم العابد وموسم فرح وسرور.
والعيد فرصة للتواصل الاجتماعي بين الناس وصلة الأرحام والتزاور، خصوصا بعد تغير الظروف حيث ضعف التواصل المباشر بين الناس في ظل الانشغال الدائم بتأمين متطلبات الحياة، واكتفاء البعض بالتواصل من خلال وسائل الاتصال الحديثة وما تؤمنه من خدمات مكتوبة لتفقد حال الاهل والاحبة والاصدقاء والاقارب.
وإلى جانب كونه فرصة للتواصل الاجتماعي، فإن العيد أيضا فرحة لكي يخرج الجميع عن روتين الحياة اليومي وبرنامج العمل الذي اعتادوا عليه خلال أيام السنة الأخرى، فهو فرصة لكسر الروتين والترفيه عن النفس، فالموظف الذي اعتاد أن يذهب في الصباح إلى عمله ويعود في المساء، وهكذا خلال أيام السنة، أمامه فرصة لكي يعيش بضعة أيام خلاف هذا الروتين، فالإنسان بحاجة إلى التغيير في كل شيء لأن الرتابة تولد الملل وتقلل من الإنتاجية وتفقد الإنسان المتعة والدافعية.
ان للترفيه في نظر الإسلام أهميته وضوابطه فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «روحوا القلوب ساعة بعد ساعة»، ومن ضوابط الترفيه ألا يكون في حرام، وأن لا يصاحبه الإسراف والتبذير وظلم النفس أو إيذاء الآخرين، أو أن يكون سبباً في التقصير في الفرائض والواجبات الدينية، أو ارتياد أماكن الفساد والمنكرات.
هناك امثلة متعددة منها خروج الأسرة في نزهة مثلا، أو قضاء بعض الوقت مع الأقارب والأصدقاء أو في سهرة عائلية، كانواع من الترفيه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تحتم ضرورة البحث عن وسائل غير مكلفة وضمن إمكانيات الأسرة.
ان الإنسان بحاجة إلى أن يتجاوز هموم الحياة ومشكلاتها ولو لبضعة أيام، لأن في ذلك فوائد صحية ونفسية وتجديدا للحيوية وعاملا مساعدا في زيادة إنتاجية الفرد وحافزا له على مزيد من العطاء.
وفي غمرة أعباء الحياة وانشغالاتها فإن الإنسان بحاجة إلى الذكريات الجميلة التي تمنحه دفعة وانتعاشا، وحتى في أصعب الظروف فإن قسطا من الراحة كفيل بأن يمنح الإنسان قدرة أكبر على التحمل.
وفي كل الأحوال علينا الا نجعل هذه المناسبات تضيف إلى أعبائنا ما يجعل من الصعوبة بمكان التأقلم مع الايام حال انقضاء العيد.