09-06-2019 01:31 PM
بقلم : علاء الذيب
مع تسارع الاحداث عربيا وعالميا ، وازدياد حالة الضغط على الاردن بشكل مباشر او غير مباشر ، بات واضحا على جماعة صناعة القرار في الاردن انها بدأت تتغير شيئا فشيء في اتخاذ قراراتها وتغيير السيناريوهات التي اعدتها مسبقا.
المتابع للشأن الداخلي ، يجد ان الاردن تحول من حالة الرخي الى حالة الشد ، والخروج برمضان مسالم دون اية احتجاجات لاقالة الحكومة ، مع زج اقطاب من المعارضة في السجون ، وذلك لتهدأة الامور وعدم تجييش الشارع .
اما خارجيا ، ما زال الملك عبدالله الثاني ، مصمم على موقفه التاريخي برفضه لصفقة القرن ، والوطن البديل ، والتوطين ، وهو ما اكده مرارا وتكرارا في كل المحافل الدولية والعربية والداخلية.
لكن ووفق التحليلات الواضحة ، فان جملة التغييرات التي بدأ بها الملك ، من تغيير لمدير المخابرات العامة واحالة عدد من ضباط الدائرة على التقاعد ، واختيار مدير عام جديد لدائرة المخابرات العامة اللواء احمد حسني والذي يتمتع بسيرة طيبة وشخصية قوية ، وعلى تقارب مع المعارضة والاحزاب ، وصاحب قرار قوي ، الى جملة تغييرات في الديوان الملكي ، وتعيين مستشارين جدد ، تدل جميعها على قرب رحيل حكومة الدكتور عمر الرزاز.
التغييرات التي لم تأتي عن عبث ، جميعها تشير الى اختيار شخصية جديدة ، ذات نكهة عسكرية ، تكون اكثر قبولا عند الشعب الاردني ، ولديها القدرة على ادارة الملفات الداخلية والخارجية بكل حنكة.
الصالونات السياسية بدات بطرح الاسماء ، وهذا امر معتاد عليه منذ زمن ، فمن حالة الركود الاقتصادي ، وعدم نجاح الحكومات في حل المشاكل الاقتصادية ، مع حالة الغضب التي عبر عنها الملك مرارا وتكرارا واطلق عليها " التمرد"جميعها تدل ان الخليفة القادمة لرئيس الوزراء الرزاز سيكون محصورا بين شخصيتين عسكريتين لا اكثر .
ووفق التحليلات والمتابعة ، يتردد اسم مدير المخابرات السابق الفريق فيصل الشوبكي ، والذي تربطه علاقة قوية مع ملك المغرب الملك محمد السادس ، حيث كان يعمل سفيرا للاردن هناك ، في ظل مدح الملك عبدالله الثاني مؤخرا لملك المغرب ، باعتباره اخا وابن عم ، وان مواقفه تجاه القضية الفلسطينية وتجاه الاردن لا مثيل لها.
اما الشخصية الثانية ، فهي مدير عام قوات الدرك اللواء حسين الحواتمة ، الذي حظي باحترام القيادة ، واخذ نصيب من الشعبوية ، نتيجة جملة قرارات اتخذها، وقدرته على هيكلة جهاز الدرك ، بعد توجيهات الملك له ، مع خروجه على شاشة التلفاز والتحدث بامور سياسية واجتماعية ، وتحميل الاخطاء للحكومات السابقة ، والتلميح انه يمتلك برنامج اقتصادي وسياسي طويل الامد ، وهي رسالة قوية ايضا ان مسؤول عسكري يخرج بزيه العسكري والتحدث بامور لم يجرئ مسؤولا عليها انه امام منصب قادم لا محالة.
الحواتمة اسم يتردد ايضا في الصالونات السياسية ، لادارة ضبط الايقاع في الملفات الداخلية ، ووزير دفاع ناجح ، يمكنه فرض السيطرة بحال تعرض الاردن لاي مكروه.
اسمان يترددان بقوة ، في ظل الاشاعات التي تتحدث عن قرب رحيل الحكومة !.