15-06-2019 11:15 AM
بقلم : الدكتور محمد ابو عمارة
أنا سعيد جداً لمستوى اختبار الرياضيات لطلبة الثانوية العامة حيث جائت الإختبارات متسلسلة متسقه جميع أسئلتها من الكتاب المدرسي الذي هو المرجع المشترك للطالب والمعلم وواضعي الأسئلة وتدرجت الأسئلة من الصعب إلى المتوسط فالسهل فجاء الإختبار مراعياً لجميع الفئات فالطالب المتميز بإمكانه الحصول على العلامة التي يريد وأما الضعيف فلن يصل إلى علامة النجاح...
خطوة رائدة وسبق يسجل لوزارة التربية والتعليم حيث أن دائرة قسم الإختبارات بإدارة التربوي الفذ الدكتور نواف العجارمة خطت خطوة كبيرة بإعادة ثقة الطالب وأهله والمعلمين بمحتوى المنهاج المدرسي المتمثل بالكتاب وبذلك تكون قد خففت من رعب اختبار التوجيهي ووضعت المسمار في نعش تجار أسئلة التوجيهي وبعض العصابات التي تسعى دوماً لهز ثقة الطالب بنفسه وبمعلمه للاستفادة منه بقدر الإمكان...
وأيضاً وجهت خطة العمل للمعلمين الذين اجهدهم عناء البحث عن الغريب والمختلف من الأسئلة حتى يتميز و ينافس بعض معلمي المراكز الذين يسعون من خلال الأسئلة الغريبة العجيبة لجذب الطالب إلى المركز لتتم الإستفادة منه أولاً بالقسط وثانياً بحصص المراجعة وثالثاً بالدوسيات ورابعاً وخامساً... وهذا يستنزف الوقت والجهد للمعلم وللطالب ويذهب به إلى حيث لاتريد الوزارة ومما يبعده اكثر وأكثر من تحقيق الأهداف التربوية العامة وصولاً إلى الأهداف السلوكية...
ومن الجهة الأخرى ظهرت أصوات تقول بأن هذا النمط من الإختبارات يشجع الطالب على (البصم) دون الفهم ويفرز معدلات عالية جداً يصعب تنافسها في القبول الموحد للجامعات... إلى غير ذلك من الإنتقادات الأخرى وأنا أقول بأن هذا النوع من الإختبارات والذي يعتمد الكتاب المدرسي كمرجع لوضع أسئلة الإختبار هو المتبع في جميع الأنظمة الدولية والعالمية فجميعها لا تخرج اطلاقاً عن الكتاب المدرسي ومحتواه ونتائج الطلبة تكون متباينة، وما المانع أن يحصل الطالب على علامة مرتفعة ويكون التنافس في القبول الجامعي فليتنافس الطلبة على المقعد الجامعي وليحصل الاكفأ على ما يريد ولنتخلص من شبح التوجيهي الذي يؤرق كامل المجتمع الأردني وعل هذه الخطوة كانت سببا بتغيير نظام القبول الجامعي وأنا شخصياً ومثلي عشرات الآلاف نشد على يد القائمين على وزارة التربية والتعليم...
وهي من المؤكد أنها بداية تغيير النهج نحو الأفضل وبداية إيجاد الحل لشبح التوجيهي وبداية إعادة الثقة للكتاب المدرسي وبداية إعادة الثقة بين الطالب والمعلم وبداية الحرب على الجشع والطمع والمتاجرة بالطلبة....
وهي لا شك ضربة معلم!!