حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21026

فيلم (جن) .. و هاتي الجرابات يا بنت!!!

فيلم (جن) .. و هاتي الجرابات يا بنت!!!

فيلم (جن) ..  و هاتي الجرابات يا بنت!!!

16-06-2019 11:47 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : العقيد المتقاعد بشير الدعجة


تابعت بعض الحلقات والمقاطع المتناثرة على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بمسلسل ( جن) الاردني، وحاولت مشاهدة اكبر عدد منها لغايات التحليل الشفاف المحايد بعد ان اصبح المسلسل حديث الشارع الأردني بكافة شرائحه العمرية ومستوياته الاجتماعية..
بداية لا بد من توطئة وتمهيد لتحليل هذا المسلسل بشكل منطقي وعقلاني..
التركيبة الاجتماعية والسكانية الاردنية بدأت تظهر عليها معالم التغيير منذ منتصف العقد التاسع من القرن الماضي نتيجة الحروب في الدول المجاورة وعودة الرعايا الأردنيين في دول عدة خاصة بعد حربي الخليج واحداث ديسمبر بالولايات المتحدة الأمريكية وقدوم رعايا من بعض الدول المجاورة الأمر الذي ترتب عليه حمل بعضهم لعادات وتقاليد وسلوكيات غريبة عن مجتمعنا الأردني في مدنه وقراه واريافه وبواديه ومخيماته.. اضف إلى ذلك الانفتاح غير المخطط له على وسائل الإعلام بمفهوم العولمة الذي لم نحسن التعامل معه في كافة مجالات الحياة ومنها السلوكيات والاعراف والتقاليد النابعة من الديانات السماوية السمحة...
هذه الظروف مجتمعة بدات تتنامى افرازاتها الغريبة عن مجتمعنا شيئاً فشيئاً وفق مخططات تقودها جهات مشبوهة مجهولة في غياب تام للجهات المختصة او بعبارة ادق بجهلها وعدم معرفتها بما يحدث حولها حتى وصلنا إلى أجيال تنظر إلى العادات والتقاليد والاعراف الاردنية بأنها تخلف وسبب في تخلف الاردن وعدم مواكبته للتطور والتحديث والتغيرات الاجتماعية والسلوكية العالمية واصبح الشعب الأردني في مدنه واريافه وبواديه ومخيماته ( دقة قديمة) ومتخلفة..
اضافة الى ماذكرت وصلت إلى مراكز السلطة والقرار بعض ممن يحملون افكار التغيير السلوكي والاجتماعي وبدأوا عملهم بصمت ونخر لبنات البناء السلوكي والاجتماعي الأردني حتى استطاعوا تحقيق الكثير من مخططاتهم كعبدة الشيطان والمثليين وقلق وليلى ومهرجان الالوان اضافة الى افساد سلوكيات الشباب وما نسمعه من ألفاظ بعض الشباب وما نشاهده من تصرفات وسلوكيات الا شاهد على انحطاط منطومة القيم والاعراف والعادات والتقاليد الاردنية....
اعود الان الى مسلسل (جن).. هل مانقله يمثل الأردنيين في مدنهم وقراهم وبواديهم ومخيماته؟ هل هذه الشريحة من المجتمع الاردني موجودة في كافة انحاء المملكة؟ هل موضوع المسلسل من اولويات الفن الأردني ؟ هل ما شاهدناه له صلة بالفن؟ هل هذه رسالة الفن؟ ماهي الرسالة التي يريد توصيلها كادر المسلسل للمجتمع الأردني والعالم؟
نحن على ضفتي نهر الاردن نختلف عن كافة دول العالم - هذا هو قدرنا- فرسالة المسلسل لاتخدمنا وليست من اهتماماتنا والانحلال الخلقي الذي شاهدناه بالكلمة وبالصورة مخالفا لعاداتنا وتقاليدنا واعرافنا وتعاليم الديانتين الاسلامية والمسيحيةالسمحتين
واذا كانت الحجة هي تسويق الاردن سياحيا فقد اساءوا التسويق وشوهوا صورة الإنسان الأردني وان هذه الشريحة التي تناولها المسلسل فئة صغيرة لا تمثل المجتمع الاردني بكافة اطيافه...
لقد فشل كادر المسلسل فشلا ذريعا واثار سخط الشارع الأردني
ولم يكن موفقا فيه كما كان موفقا بفيلم(ذيب) الذي نجح نجاحا باهرا وحصد جوائز عالمية... وكلنا كنا خلف كادر الفيلم لانه مثل المجتمع الأردني خير تمثيل...

قلت سابقا ان موضوع المسلسل بعيد كل البعد عن اهتماماتنا بضفتينا...فالجن وقصة المسلسل ليست من اولوياتنا ولا من اهدافنا القريبة اوالبعيدة... نحن لنا قضايانا التي نثيرها عبر وسائل الإعلام فنحن أصحاب قضية ونحن ارض الحشد والرباط نطرب لفيلم عن الشهيد عمر ابو ليلى ونصفق طويلا لفيلم عن دلال المغربي ولا ننسى فيلم يجسد سيرة البطل الشهيد معاذ الكساسبة ونذكر اطفالنا بفيلم عن الشهيد موفق السلطي او فراس العحلوني ونحتشد خلف فيلم يذكر شبابنا بمذبحة صبرا وشاتيلا او مذبحة دير ياسين...

يا صاحب الفيلم هذه المواضيع التي تعكس الحقيقة عن الانسان الاردني وعن شهامة وشجاعة ورجولة شعبنا وليس الهز واللز على (الطور) والسلوكيات اللااخلاقية التي يندي لها الجبين...والعبارات التي تفرق بين ابناء الشعب الواحد ( صاحبك البدوي) وما رافق ذلك من عبارة ساقطة لا أخلاقية بحق البدوي...

يا صاحب المسلسل اذا هدفك تسويق الاردن سياحيا لن تجد افضل من فيلم أسد القلعة الذي قضى نحبه شهيدا ورفقاه دفاعا عن كرامة الوطن... يا صاحب المسلسل لن تجد مسوقا لاردن الشهامة الا الشهيد راشد الزيود والشهيد معاذ الحويطات ورفاقهم لانهم هم الإنسان الأردني الضارب بالجذور... اما الجن فهو ليس من اهتماماتنا وليس من عاداتنا وتقاليدنا واعرافنا وسلوكياتنا وديانتنا... فهتماماتنا يا صاحب الفيلم فيلما عن انتهاكات العدو للاقصى اهتماماتنا مسلسلا عن ابناء الجبارين... فيلما عن عن حصار غزة... صدقني مسلسلك لن تحصد منه الا الفشل ولن تصل إلى هدفك الشخصي من وراءه الذي ترنو ان تتسلق به الا الشهرة العالمية... فاذا أردت الشهرة العالمية عليك بعمر ابو ليلى ومعاذ الكساسبة وسائد المعايطة ومذبحة صبرا وشاتيلا...
يا صاحب المسلسل ما عرضته ليس فنّاً بل سقوط اخلاقي ولا اعرف كيف اجيز لك التصوير ألم يقرأوا السيناريو؟ ألم يرافقك احد المسؤولين يوقف التصوير عند اللقطات اللااخلاقية والالفاظ السوقية؟ ام ان هذا مخطط له واستكمالا لمسلسل ليلى وعبدة الشيطان وقلق والمثليين وغيرها..
يا صاحب الفيلم قد تكون الان انت وزمرتك الأقوى بحكم الدعم اللامحدود لك من قوى لاتريد خيرا لهذا الوطن... لكن صدقني لن نربي ابناءنا على شاكلة شخوصك بالفيلم.. اطمئنك ان تربيتهم ستكون على طريق معاذ الكساسبة وعمر ابو ليلى وسائد المعايطة وراشد الزيود ومحمد الدرة ومعاذ الحويطات... وسنعلمهم كيف ( يلزوا العدو على الطور) وليس كما لزّ شخوصك بعضهم بعضا..
خلاصة القول إن الفيلم اساء للانسان الأردني وعاداته وتقاليده واعرافه وخالف تعاليم الديانتين الإسلامية والمسيحيةالسمحتين... وصور مجتمعنا بصورة غير صحيحة قد تكون موجودة عند بعض الطبقات المنحلة اخلاقيا لكن لاتمثل السواد الاعظم من الشعب الأردني من شتى الأصول والمنابت...
يا صاحب الفيلم تنطبق عليك المقولة المشهورة ( هاتي الجرابات يا بنت) لكن الاختلاف بينك وبين صاحبها كبير ... فهدفك كان الاساءة للشعب الاردني بسلوكياته وعاداته واعرافه وديانته السماوية ... وصاحبها عندما طلب الجرابات من ابنته وعلى بساطته وفي لحظة عدم تركيز... كان يهدف محاربة من اساء للاردن لكن( ما في اليد حيلة)... بالمختصر ان موقف الحكومات المتعافبة على ما يحدث من اعتداء على قيمنا وعاداتنا واعرافنا وتقاليدنا ومحاولة تغيير السلوكيات للشعب الاردني موقفها وتصرفها لا تستطيع مجابهة قوى الضغط صاحبة فكرة تغيير الواقع الاردني واصبحت الحكومات عاجزة عن مواجهتهم واجراءاتها معهم كصاحب مقولة.... هاتي الجرابات يا بنت!!.... وللحديث بقية..
د. بشير الدعجة








طباعة
  • المشاهدات: 21026
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم