17-06-2019 11:01 AM
بقلم : أ. عماد المرينه بني يونس
مما لا شك فيه أن ظهور التكنولوجيا في بدايات القرن العشرين جعل العالم قرية صغيرة تجولها بوقت قصير جداً ، بعد أن كنا نعاني من البعد في المسافات بين البلد الواحد ، وبين البلدان أيضاً ، ومع تقادم الأيام وتعاقب السنين ، أصبح العالم كله بين يديك دفعةً واحدة ، بحلوه ومره ، وعقائدة ودياناته ، وفضائلة وقذاراته ، فمنه ما هو مفيد لدينا ولأبناءنا ، ومنه ما هو سم قاتل ينال منا ولو بعد حين ، وبذلك تكون التكنولوجيا وجهين لعملة واحدة .
لنتحدث أولاً عن فضائل التكنولوجيا التي سهلت علينا الكثير الكثير من العناء والوقت والجهد والمال ، وذلك من خلال التواصل السريع في المرئي أو المسموع ، كالهواتف الذكية التي تتيح لنا خدمات شتى في آنٍ واحد ، والفضائيات التي لا تبخل علينا بمعلومات من مختلف أنحاء العالم.
ولكن يجب علينا الحذر والإنتباه أيضاً من الوجه الآخر لهذه التكنولوجيا التي باتت تنتشر بأيدي الأطفال كانتشار النار بالهشيم ، دون قيد أو شرط ، ومن الآباء والأمهات كثيراً ما يعانون من ذلك ، وبدأوا يتوجسون خوفاً على أبناءهم ، لما يشاهدونه من تعلق شدشد بالهواتف الذكية وغيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة ، وانشغالهم بالألعاب الإلكترونية ، التي تلهيهم عن دراستهم وتغيبهم عن المحيط الموجود ليلقوا أبناءهم بعد برهة من الزمن قد اختلفوا بتعاملهم وتراجعوا بدراستهم غير آبهين لما يحصل من حولهم ومن هنا تبدأ المشكلة.
#دراسات_وأرقام
تشير الدراسات الحديثة حول هذا الموضوع بأن الضرر الناتج من تلك التكنولوجيا خطير جداً وأوضحت دراسة أن إصابة الأطفال في السابعة من العمر بمشكلات في الانتباه والتركيز، تزداد بزيادة أوقات مشاهدتهم للتلفزيون من عمر سنة إلى 3 سنوات ، ووجد الباحثون أن كل ساعة يومياً يقضيها الطفل قبل عمر 6 سنوات في مشاهدة التلفزيون، تزيد خطر إصابته بمشكلات في الانتباه بنسبة 10%، وتؤدي للعزلة الاجتماعية بنسبة 37%، كما أوضحت الدراسة أهمية عامل العمر ، لأن نمو المخ يتواصل خلال هذه السنوات ، بينما أثبت بحث آخر، أُجْرِيَ في 12 دولة، أن المهارات الاجتماعية مثل
الاعتماد على الذات ، والقدرة على الاستماع ، وفن التواصل ، وتقبل الآخر ، والتي ينبغي أن يتعلمها الطفل حلّت محلها مهارات رقمية .
ومن جهة أخرى، كشف العلماء مؤخراً أن الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في هذه الألعاب ، يتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال ، وحذّر العلماء من الاستخدام المستمر والمتزايد لألعاب الهواتف الاهتزازية من قِبَل الأطفال ، لاحتمال ارتباطه بالإصابة بمرض ارتعاش الأذرع". وغيرها.
والآن وبعد قراءتنا لهذه المعلومات وما تحتويها من خطر يداهم أطفالنا #تُرى_كيف_سنتعامل_مع_هذه_التكنولوجيا_وسط_البيئة_المحيطة؟
لا شك بأنه لا يمكن لنا أن نمنع أطفالنا عنها وخصوصاً بعد إنتشارها بأيدي الأطفال في المجتمع المحيط ، ولكن نستطيع أن نعمل على تنظيمها وإعادة النظر باستخدامها من جديد.
وبوجهة نظري لو استخدمنا حاسوب شخصي مزود بخدمة إنترنت يستطيع الطفل استخدامه وسط أنظار الجميع ، وبمراقبة الأبوين مع مراعاة تنظيم وقت محدد للإستخدام من قبل المستخدم ، ناهيك عن خدمة حجب المواقع غير المرغوب فيها من قبل الشركة المزودة للخدمة ، وبذلك نكون قد قزمّنا حجم المشكلة ، ويبقى الدور الأهم على الأبوين ، وذلك من خلال التفاعل مع أبناءهم وإشراكهم بالحياة الإجتماعية ليتعلموا بالقدوة الحسنة.