01-07-2019 12:10 PM
بقلم : علاء الذيب
بداية ومن باب الانصاف ،ساتحدث عن امر مهم ، لا ناقة لي فيه ولا جمل.
لكن دعونا نلتفت قليلا الى مراكز الدراسات ، التي تطل علينا بين الفترة والاخرى ، وترفع من شأن رؤساء الحكومات ، وتخفض من شان بعضهم ، على دراسات مجهولة النسب ، لم يعرف بعد ما هي الطريقة والاسس التي تعتمد في دراستها.
لكن اللافت ، ان اغلب مراكز الدراسات ، تدعي دائما ان دراساتها على مبدأ استطلاع قادة الراي ، ولو رفع احدنا هاتفه على اي ناشط او سياسي او قيادي وسأله عن اية حكومة كانت ، ستكون الاجابة ان الامور بخير .
لكن السؤال الذي لا بد من طرحه ،هل قادة الرأي في الشارع ، هم من المعارضة فقط ، وهل الحكومات يجب ان تدفع دائما ثمن شعبيتها لمراكز الدراسات ، وهل من المعقول ان نرفع من قيمة رؤساء حكومات تسببوا بازمة الشارع ، وكانوا سببا اولا واخيرا في ازدياد الاحتقان ، ونخفض من شان حكومة جديدة اغلب وزراءها يتقبلون النقد ، ويتواصلون مع المواطنين ، ويتخذون قرارات من شانها التخفيف من الازمات.
للامانة ، لم التقي طوال حياتي مع اي شخصية تم اجراء مقابلة استطلاع راي عام معها، ولم اسمع في اي صالون سياسي او اجتماعي ان مركز دراسات تواصل معهم عبر الهاتف ، فمن هم قادة الراي العام بنظر تلك المراكز .
للامانة ايضا ، انني امارس نقدي لاية حكومة جديدة، وابقى على هذا النمط ، لاسباب عدة ، اهمها ان النقد يعالج الاخطاء ، ويساعد على حل المشاكل ، في حين انني ارى ان حكومة الدكتور عمر الرزاز تختلف عن سابقاتها ، بتواصل وزراءها مع المواطنين.
لن اطيل بسرد الكلمات ، وانما سأذكر امثلة واقعية ، وزير العمل نضال البطاينة، الذي جاء محملا بوابل من الانتقادات بسبب تعيينه ، وعدم خدمته بالعمل العام في الاردن ، قال احكموا علي بعد ان تشاهدوا قراراتي ، مؤكدا ان شطف الدرج يجب ان يبدا من الاعلى وليس من الاسفل ، واجرى زيارات ميدانية على مديريات عمل تواجه مشاكل يومية ، ووضع يده على جرح عميق ، بضرورة تعديل قوانين مهمة وهامة كالعمالة الوافدة ، واغلق الباب بوجه شركات استقدام العاملين ، واتخذ قرارا من خلال مجلس الوزراء بذلك ، لاجبار الشركات بتعيين الاردنيين بدلا من العمالة التي غزت الاردن.
الجميل ان البطاينة يتواصل مع الجميع ، وهاتفه الشخصي اصبح بحوزة الاردنيين ويستقبل مكالماتهم ، ويرد عليهم بكل تواضع ، والاجمل من ذلك ، شاهد تعليقا عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشخص حاول مقابلة وزراء العمل السابقين ولم يتمكن من ذلك ، فتواصل معه لمقابلته.
اما وزير المالية الدكتور عزالدين كناكرية الذي لم يغلق صفحته على الفيس بوك ، ويرد عبر الرسائل على اية استفسارات كانت ، اضافة الى استقباله لاية مكالمة من اي مواطن ، ويبدي اهتماما واضحا لاية مشكلة تصله ، وهو امر غريب بالنسبة لوزراء المالية السابقين ، مع وضع الاردنيين بصورة الوضع المالي للمملكة بكل شفافية.
لدينا ايضا ، وزير الادارة الرقمية مثنى الغرايبة ، وهو ايقونة نجاح متواصلة في الحكومة الجديدة ، واغلب او معظم الاردنيين لا يعلمون ان الغرايبة تمكن من جلب منح عديدة للاردن ، وان اغلب سفراته للخارج تعم بالخير للاردن والاردنيين ، مع تطوير الخدمات الالكترونية ، في وقت قياسي قصير ، بالرغم من وعود سابقة للحكومات السابقة بتطبيقها.
اما وزير البيئة والزراعة ، المهندس ابراهيم الشحاحدة ، فقد حل مشاكل عالقة في كلا الوزارتين ، وكانت هناك قرارات سابقة سببا في تعطيل المئات من المعاملات ، وحلها في وقت قصير ، ومقابلته للموظفين والاستماع لخطط جديدة تساعد في نهضة الوزارتين ، كانت سببا واضحا في تخفيف ازمة حقيقية للخروج من ازمات الشارع نحن بغنى عنها.
دعونا نتوقف على بلدوزر الوزراء ،المهندس وليد المصري ، الذي يعتبر اقدم الوزراء خبرة وقدرة على حل المشاكل ، الرجل استطاع تحقيق انجازات لم يستطع احد على حلها ، وهو ما ساعده على البقاء ، وخاصة في ظل ميزانية مليار دينار خلال سنوات عمله ، كان اهمها ضبط النفقات ، واصدار قرارات من شانها احقاق العدل ، وخاصة قراره بعدم تعيين ابناء رؤساء البلديات خلال فترة تسلمهم سلم المسؤولية.
اما الناطقة الاعلامية باسم الحكومة جمانة غنيمات ، فلا تجد قضية تخص الصحفيين او الاعلاميين او حتى الناشطين ، الا وتجدها اول من يتدخل لانهاء مشاكلهم ، فتحت الابواب على كافة وسائل الاعلام دون تمييز او محاباة ، وعززت من قيمة الناطقين الاعلاميين في مؤسسات الدولة ، للنهوض بواقع الاعلام الرسمي والمحلي ،واختلقت اجتماعات شهرية مع رؤساء التحرير والمواقع الالكترونية ، لوضع المعيقات ومعالجتها ، والوصول الى اعلام مهني هادف.
حتى ان وزير الخارجية ايمن الصفدي ، ارسلت له عشرات القضايا لاردنيين في الخارج ، وحلها مباشرة ، وارسلت رقمه للكثير من المواطنين وتواصلوا معه ،وحل مشاكلهم بكل تواضع.
نهاية لا بد ايضا ، من ذكر وزير الثقافة والشباب محمد ابو رمان ، الذي بات يضع الحلول لمعالجة ما يعانيه الشباب من الهموم والمشاكل ، تجده جالسا معهم في جلسة شبابية في كوفي شوب ، او منتدى شبابي خاص، يسمع منهم ويسمعون منه ، ويرحب بافكارهم وطموحاتهم ، ويعمل على تقديم مقترحات جديدة للحكومة من اجل النهوض بواقع الشباب .
ما ذكرته مثالا بسيطا، عن وزراء في حكومة اتهمت انها الاقل شعبية بين الحكومات السابقة ، في حين يستطيع اي مواطن ان يرفع سماعة هاتفه ، ويتحدث مع اي وزير كان ، في وقت كان الاتصال على اي وزير من المحرمات ، ومصدر ازعاج للمسؤول.
ما اريد ايصاله ، ان على مراكز الدراسات ، ان تبتعد عن سياسة التضليل، في وقت اصبح كل شيء واضح للعيان ، والله شاهدا على ان ما كتبته جاء نتيجة حل مشاكل كثيرة وكبيرة مع الوزراء لقضايا تخص المواطنين لا اكثر.