03-07-2019 03:41 PM
بقلم : د. منتصر بركات الزعبي
هل تعلمُ عزيزي المواطنُ الأردني أنَّ السِياسةَ التي تلعبُها حكومتُك معَ شعبها هي سياسةُ هزِّ الشِوال!!
رويدَك لا تضحكْ عزيزي إنَّها الحقيقةُ المُرَّةُ فنحن - أنا وأنت وكلُّ الشعبِ الأردنِيِّ - نعيشُ في الشِوال ،ولا نملكُ حتى التفكيرِ في الخروجِ مِنه ،لأنَّ الخروجَ مِنه أصبحَ ضربًا مِن الخيالِ!! ولمعرفةِ المقصودِ بهذهِ السياسةِ ،فسوفَ أضربُ لكَ مثالاً على ذلكَ :
هيَ سياسةٌ تشبهُ مَن يملأُ "شِوالاً "بالفئرانِ وقدْ وضعَ بداخِلهِ قطعةَ جبنٍ ثم لا يريدُ من الفئرانِ أنْ تأكلَها أو تقرضَ "الشِوال" فتخرجَ مِنه ،فكيفَ يكونُ ذلك ؟! الجواب : إنَّه وكلَّما أحسَّ أنَّ الفئرانَ في حالةِ سكونٍ وهدوءٍ ،فهذا يَعني أنَّهم في وضعٍ مستقرٍ وأنهم في حالةِ استعدادٍ تامٍ لالتهامِ قطعةِ الجبنِ أو قرضِ "الشِوالِ" ؛ولكنْ إنْ قامَ بهزِّ "الشِوالِ" دون توقفٍ سيجعلُها دائمًاً في حالةِ دوخانٍ ،ولا يتركُ للفئرانِ فرصةً لأكلِ قطعةِ الجبنِ أو قرضِ "الشِوال" وثَقبِهِ للخروجِ منه ،وستظلُ الفئرانُ مشغولةً ببعضِها البعض طيلة الوقتِ مابينَ رفسٍ وعضٍ ونهشٍ وغيرِ ذلك ،غارقين في خلافاتِهم ويظل حامل "الشِوال" محافظًا على ما فيه من جبن ،كي ينفردَ صاحبُ المصلحةِ بها وحدَه.
وفي سياسةِ الحكمِ عندنا يتمُّ ذلكَ من خِلالِ إدارةِ البلادِ بالأزْماتِ ؛فلا يكادُ الناسُ يخرجونَ مِن أزْمةٍ إلا ويدخلون في أخرى، فلا يجدون فرصةً للتفكير في التغييرِ أو النظرِ في أحوالِ الوطنِ وقد استشرَى فيهِ الفسادُ ،بلْ ويخشَونَه كخشيةِ مَن يكونُ في المقلاةِ ولكنَّه يتحملُ لسعَها وأذاها خشيةَ أنْ يقفزَ في النارِ.
إنَّها حِيَلٌ حكوميَّةٌ ماكرةٌ لإدخالِ الناسِ في دوامةِ التفكيرِ في هذهِ المسائلِ ؛ليصبحَ التفكيرُ فيها قضيةَ رأيٍ عامٍّ ينشغلُ المواطنون فيها ؛فتأخذَ حيزًا كبيرًا من تفكيرِهم على حسابِ قضايا الوطنِ المصيريَّةِ .
هذهِ حقيقةُ ما يحدثُ معنا في بلدنا الأردن ،كلَّما علتْ الأصواتُ المطالبةُ بالتغييرِ والإصلاحِ وتعديلِ الأوضاعِ .