حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,29 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8461

العبقرية: صناعة وتربية أم شفرة جينية؟

العبقرية: صناعة وتربية أم شفرة جينية؟

العبقرية: صناعة وتربية أم شفرة جينية؟

08-07-2019 01:16 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.محمد حرب اللصاصمة
تمت دراسة العباقرة دراسة موسعة على مدى أعوام، وأحد الاستنتاجات الجديرة بالملاحظة، مما توصل إليه الخبراء: هو أنه ليس ضرورياُ أن يكون العباقرة أشخاص بمعدل ذكاء مرتفع بشكل فائق للعادة. بل هم – في الغالب – أشخاص عاديون قد استخدموا ذكاءهم بشكل متفوق مقارنة بالأشخاص المتوسطين، أو حتى الأكثر ذكاء. مما يعني أن بوسعك الوصول لمستويات العبقرية إذا ما تعلمت أن تفكر مثلما يفكر العباقرة.

يبدو أن العباقرة يتسمون بصفات مشتركة في ما بينهم، يمكن لك تنمية كل منها كجزء منتظم من تفكيرك.

أولاُ: يبدو أن العباقرة يحظون بعقول منفتحة. فهم ذوو فضول، ولديهم استفسارات، ومرنون، وعلى استعداد لتأمل نطاق متسع من الاحتمالات في التعامل مع أي سؤال أو مشكلة. هذه العقلية المتكيفة تشبه باباُ مفتوحا يسمح بمرور الأفكار إليه من كل اتجاه، أو مصدر. هذه هي عقلية العبقري. ويمكنك أن تتعلمها بالممارسة.

ثانياُ: لدى العباقرة طريقة في التعامل مع المشكلات، والقرارات تتسم بالمنهجية. فهم لا يلقون بأنفسهم في خضم إحدى المشكلات مثل طائش يطارد سيارة مارة. بل يتناولون كل موقف عسير بطرح أسئلة مبنية على بعضها بعضًا في نظام منطقي، كمن يحل إحدى المسائل الرياضية.

ثالثاُ: يعالج العباقرة المشكلات بسلسة من الأسئلة. طرح الأسئلة يفتح أبواب عقلك.
يسأل العباقرة أولاً: " ما المشكلة تحديداُ؟" و " لماذا تعتبر مشكلة في المقام الأول؟ " ثم يسألون :"ماذا سيكون الحل المثالي لهذه المشكلة ؟ " و "ما الذي يعوقنا عن تحقيق حل كهذا ؟".
يسألون: لماذا يوجد هذا الوضع؟ كيف وقع؟ ما الذي أدى إليه؟ متى، وأين حدث في المرة الأولى؟ من المتسبب فيه؟ ما الطرق المختلفة التي يمكن لنا من خلالها حل هذه المشكلة؟ من بين الطرق المختلفة جميعها، أي الحلول يبدو أكثر قابلية، مع الوضع في الاعتبار الجوانب كافة؟
إن مجرد القيام بطرح الأسئلة من شأنه أن يفتح أبواب العقل، ويوسع من مدى الخيارات أمامك. ويرفع من مقدرتك الإبداعية، كما يحفز خيالك. يتيح لك طرح الأسئلة التفكيرية بفعالية أكثر بشأن المشكلة، والتوصل للقرار الأنسب في نهاية الأمر.
القفز إلى الاستنتاجات : يميل الأشخاص ذوو العقلية الميكانيكية إلى القفز نحو الاستنتاجات. فما إن يلمحوا إحدى المشكلات حتى يقرروا لها حلاُ على الفور. عندما يقع حدثان قريبان من بعضهما، فإنهم يفترضون أن أحدهما علة لوقوع الحدث الثاني. فيخلطون بين الترابط والسببية. وما إن يتخذوا قراراُ يبحثوا عن برهان لتثبيت ما قرروه، واستقروا عليه فعلياً. وسرعان ما تتورط ذواتهم في المشكلة نفسها، ويصيرون مترددين حيال تغيير آرائهم.
يبدوا أن هناك علاقة مباشرة ما بين كم الأفكار، والطرائق التي يطرحها المرء لحل مشكلة، وبين احتمال التوصل لأفضل فكرة، والتي من شأنها حل المشكلة على النحو الأمثل. ولهذا السبب، لابد أن تلزم نفسك بمقاومة إغراء القفز إلى الاستنتاجات، أو الاندفاع نحو إطلاق الحكم. ينبغي أن تبدأ ببطء أكبر، كما يجدر بالعبقري، واحرص على مواصلة طرح الأسئلة، لابد أن تحتفظ بعقلك منفتحًا.
القدرة الإبداعية هي طبيعتك :
إذا كنا ندرك الحقيقة، سنقر بأن الإنسان كائن منتج للأفكار. فإن القدرة الإبداعية هي طبيعتك، وحقك الذي فطرت عليه منذ مولدك. فإنك شخص عالي الذكاء يحظى بتيار متدفق من الأفكار النيرة التي يمكن لك استخدامها في بلوغ الأهداف، وفي تحسين حياتك. وفي الحقيقة، حتى ولو لم تكن قد استخدمت مقدرتك الإبداعية لفترة طويلة، كما هو حال أغلب الناس، فإن بوسعك تقليب التربة بعد أن طال بها العهد دون بذور أو ثمار، وذلك عن طريق تحفيز عقلك بالأساليب التي سوف نتحدث حولها.
كما أن قانون الاحتمالات ينطبق على تفكيرك الإبداعي، والولوج إلى قواك العقلية يقول هذا القانون إنه كلما زاد عدد ما تطرح من أفكار زاد احتمال توصلك للفكرة المناسبة، وقتما تحتاجها تمامًا.
أكثر الأشخاص نجاحًا اليوم هو هؤلاء الذين يعرضون أنفسهم بشكل ثابت لأفكار جديدة من مصادر متنوعة وعديدة، أما غير الناجحين فعلى النقيض هم هؤلاء الذين يواصلون إعادة تدوير الأفكار الرثة المستهلكة نفسها بشيء يسير من الخيال والإبداع.








طباعة
  • المشاهدات: 8461
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم