10-07-2019 01:42 PM
بقلم : د. ابراهيم العابد العبادي
طوال العقدين الماضيين أصبح القاصي والداني يلمس طبيعة صنع واتخاذ القرارات وعلى مختلف المستويات الإدارية والتنظيمية وفي شتى قطاعات ومناحي الحياة، وعلى وجه الخصوص ضمن الإدارة العامة ممثلة بمؤسسات ومنظمات الدولة التي تدير دفتها السلطة التنفيذية او ما يسمى بالحكومة، بل حتى امتد الامر الى القطاع الخاص...اذ بات الشعور بمدى الخواء والإفلاس والخنوع الإداري ... هو الصبغة لغالبية او معظم القرارات المتخذة... حتى بات الجميع يشعر بمدى فقدان الأعمال والأحداث اليومية معناها...بل تجاوزنا ذلك بمراحل لدرجة الإحساس الأقرب لليقين أن حياتنا بلا هدف أو غاية، كما هي مؤسساتنا ومنظماتنا ... فتعمق الشعور بالسخط والاستياء وعدم الرضا...وصولا الى نوع من الإحباط القائم والمرتكز على فقدان الدافع والحماس للعمل والإنجاز ...وقد يتعمق ليصل الى فقدان الإحساس والدافع للحياة بحد ذاتها....نعم نعاني من خواء اداري وسياسي واقتصادي... الخ فلم يعد العمل يرضى او يحقق الطموح وغابت او انعدمت الأهداف ، وفترت الهمم، وازداد الشعور بالهوة والفراغ بالحياة، وتكرست اللامبالاة وتبعثرت وتفككت العلاقات الاجتماعية الرزينة، وازداد الشعور بالضيق والحنق حتى بين أفراد الأسرة الواحدة...الا من رحم ربي...اصبح كثيرين يجدون أنفسهم عاجزين عن ملء أوقاتهم بشيء قيِّم ومهم، فيتجهون نحو افعال وتصرفات وسلوكيات ضارة او غير مفيدة، او عدائية تجاه الآخرين والنفس... والاسباب ؟؟!! عديدة ومتشعبة في مقدمتها غياب الأهداف والاستراتيجيات الوطنية الواقعية والعملية وغياب او ضعف الخطط التطويرية التنفيذية، والارتباك والتلكؤ في استخدام وتوظيف الإمكانيات والموارد المتاحة نتيجة لإشغال وإشغار غالبية المواقع القيادية والإدارية بشخوص غير مؤهلين وغير جديرين بتلك المواقع يتصفون بالإذعان المطبق وما يعنيه من الاستكانة والامتثال بتذلل وخضوع ...وينظر الغالبية اتجاههم كونهم قد تم إسقاطهم على تلك المواقع بالبراشوت وبلا وجه حق ...ارضاء لجهات صناعة القرار او لجهات امتهنت السياسة او حتى بضغوط اقليمية وجغرافية ومحاصصات ...الخ ، وعلى حساب الكفاءات والمؤهلين من ابناء الوطن.... مما جعل الإفلاس الإداري هو المنهج ...نحن نسير في طريق محفوف بالمخاطر وعواقبه مخيفة وغير مأمونة، واقل ما يمكن أن يرشح عنه هو سهولة الوقوع في الخطأ، والشعور بالضيق والعزلة، وضعف الصمود وتغلغل الأفكار الهدامة لدرجة قد تصبح الوسائل غايات، وذلك يعني .. فقدان الاتجاه، وضياع المعنى.... حمى الله الاْردن وابناء الاْردن من كل سوء...
المستشار والأكاديمي الدكتور ابراهيم العابد العبادي