13-07-2019 09:29 AM
بقلم : م. أحمد نضال عوّاد
( تمكين الشباب من الشعارات إلى التطبيق )
تشرفت بأنّني كنت من بين الشباب المتواجدين تحت قبة البرلمان يوم الخميس الموافق 11/7/2019 في جلسة غير رسمية برئاسة سعادة رئيس مجلس النواب م. عاطف الطراونة والأمانة العامة للمجلس ، وبتواجد السادة النواب رؤساء اللجان النيابية ، ومعالي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي د. وليد المعاني ، ومعالي وزير الشباب د. محمد أبورمان ، ومعالي وزير الشؤون السياسية والبرلمانية م. موسي المعايطة ، والشباب المشاركين مستفيدي برامج صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ، ومؤسّسة وليّ العهد .
هذه التجربة هي الأولى من نوعها في المملكة ، حيث تم دعوة مجموعة من الشباب للحديث في محاور تهمُّ الشباب وقضاياهم وتم منح كلّا منهم دقيقتين للحديث عما يجول في خاطره وفكره من تطلعات وحلول ، ولست مدافعا عن أحد إلا أنني شاهدت العديد من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الأمس ، الكثير منها ما يحفز الشباب على المضي قدما و الاستمرار في مسيرة البناء و التنمية والتطوير وبعضها ما يتحدث عن أن الشباب المشاركين هم من أبناء المسؤولين وأن ما تحدثوا به قد تم إملاؤه عليهم ، وعليه فإنني أجد نفسي وحرصا على وطني ومن باب عدم جلد الذات أقول أننا شباب أردنيون كأي شاب وممثلين لمحافظات عديدة ولم نأتي من داخل القصور بل لكل شاب فينا قصة نجاح ومثابرة تتحدث عن شغف الشباب الأردني وحرصهم على وطنهم وعشقهم لقيادتهم الهاشمية ، لكلّ شاب فينا تحديات عديدة مرّ بها وهو يبحث عن التمكين الحقيقي للشباب والفرصة المتميزة التي يستطيع أن يبرهن فيها أنه على قدر المسؤولية وأنّه قادر على مواجهة التحديات والوقوف في صفّ الوطن ورفعته وتطوره بما يتم تقديمه من أفكار وحلول وعمل جماعي منظم وجاد .
لقد تم توجيه الدعوة لي من قبل صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ، ولم يملي علينا أحد ما نقول أو نتحدث ، بل على العكس الأخوة المتميزون في صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية كانوا يشجعونا في حديثهم وتوجيهاتهم لنا على أن تكون مداخلاتنا واقعية تلامس صوت الشباب والمجتمع ، وأن هذه التجربة هي الأولى من نوعها ونجاحها هو نجاح لكلّ الشباب .
والمتابع يرى في توجيهات سموّ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني – حفظه الله - ، وليّ العهد ، نائب جلالة الملك المعظم ، للحكومة مؤخراً حرصا دائما ومستمرة على أهمية الاهتمام بالشباب وتمكينهم في مواقع صنع القرار ، وعلى الصعيد الشخصي حدث معي مؤخراً وقبل حوالي أسبوعين موقف مع معالي وزير العمل رئيس مجلس إدارة مؤسّسة التدريب المهنيّ السيد نضال فيصل البطاينة خلال مشاركتي في منتدى المشرق الرقمي سأرويها في مقال منفصل لاحقا لأنها تدعو إلى الفخر والاعتزاز بحرص المسؤول على سماع صوت الشباب والنظر لهم على أنهم شركاء حقيقيون مع الإيمان بقدراتهم ومهاراتهم، ونتمنى أن يكون جميع المسؤولين بهذه الروح التي تسمح للشباب بالتحدث في أريحية وبكل تقدير وتواضع واحترام ، وأذكر منها أنّ معاليه قد دعاني لحضور اجتماعات في مكتبه ووجه بتكليفي بالعمل في وزارة العمل حيث أنه تم تعييني كمدرب في مؤسّسة التدريب المهنيّ منذ 15 شباط لعام 2018 ، إضافة إلى عملي في مجال العمل المجتمعي والتنموي منذ عام 2012 في العديد من المؤسسات المحلية والدولية وتمثيلي للشباب الأردنيّ في العديد من المؤتمرات والبرامج الدولية، كما وأنني مؤلف كتاب (أسرار داخل الأسوار).
هذه المواقف جميعها تقول للشباب بأنّنا مقبلون على مرحلة ذهبية – بمشيئة الله – يقودها الشباب أنفسهم ، فالشباب في وطننا متسلحون بالعلم والمعرفة ، يعشقون الوطن ومستعدون لتقديم ما يستطيعون على اختلاف مواقعهم ومسؤولياتهم للحفاظ على المنجزات والبناء عليها وتعديل مواطن الخلل والإسهام في الإصلاح والتطوير .
وفيما يلي مداخلتي تحت قبة البرلمان ، والتي أدعو الله – عزّ وجلّ – أن أكون قد وفقت في إعدادها وصياغتها بشكل يلامس الواقع والتحديات مقدما بعض الحلول ، وهي لا تزيد أهمية عن مداخلات الزميلات والزملاء الشباب جميعا ، حيث قام كل شخص فينا بتقديم ما وجد أنه نافع للشباب والوطن وبإمكان أي مهتمّ الرجوع إلى التسجيل المتواجد عبر وسائل الإعلام وصفحة مجلس النواب للاطلاع أكثر على تفاصيل هذه الجلسة المميزة والتي نأمل أن تكون البوابة لمرحلة جديدة يقودها الشباب الأردنيّ بكفاءة واقتدار متسلحين بالعلم والمعرفة وحريصين على تقدم الوطن ونموه ونهضته وتقديم ما ينفع المواطن والناس أجمعين ، وأن تتكرر هذه الفرصة لنا ولغيرنا من الشباب المثابر الحريص على مصلحة وطنه وتطوره .
نص الكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبيّ العربيّ الهاشميّ الأمين
إن الأمانة خلقٌ عظيم من منبع الأخلاقِ الحميدة في الشّرائعِ السّماوية كافة ، وعلينا أداؤها بحقٍّ في أيِّ مكان نتواجد فيه ، وعليه فإنّني أوصي بما يلي :
- العمل المستمر على تطوير العملية التعليمية بما تشمله من جوانب متعددة كالمناهج والمعلمين والبيئة المدرسية لتكون محفزة على التفكير النقدي والريادة والإبداع .
- دمج المراكز الشبابية في المحافظات كافة بشكل أكبر وفعال لتكون محورا لتحقيق التشاركية مع كافة مؤسّسات القطاعين العام والخاص ومؤسّسات المجتمع المدنيّ ، وبناء برامج تنموية مشتركة فيما بينها يحددها الشباب أنفسهم .
- إجراء دراسة شاملة لواقع التخصصات الجامعية وإغلاق التخصصات المشبعة وإعادة النظر بالرسوم الجامعية.
- إجراء دراسة شاملة لاحتياجات المستشفيات والمراكز الصّحية بالمملكة والعمل على تطوير نظام التأمين الصحيّ .
- توجيه التمويل الأجنبي في الفترة المقبلة لمشاريع استثمارية وتشغيلية للشباب باعتبارها أولوية وحاجة ماسة ، والاهتمام بإنشاء شبكة نقل متطورة تربط بين محافظات المملكة كافة ، والاهتمام أكثر بقطاع الزراعة .
- بكلّ تأكيد نؤكد على وقوفنا جميعا إلى جانب موقف قيادتنا الهاشمية الراسخة والثابتة بما يتعلق بالقضية الفلسطينية والحفاظ على المقدسات .
- تشجيع الاستثمار من خلال تقديم تسهيلات وامتيازات للمستثمرين ، والتفكير في إنشاء مدن جديدة سمتها أنها مدن ذكية .
- إنشاء ربط إلكتروني بين كافة الوزارات لتقديم التسهيلات في خدماتها للمواطنين .
- تشجيع مشاريع الطاقة المتجددة بالمملكة وترشيد استهلاك الطاقة وما يرافقه من ضرورة الحفاظ على المال العام .
- أن تكون الحكومة شريكة إلى جانب الشباب أنفسهم في إنشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة تعمل على توفير فرص العمل وبالتشاركية مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدنيّ.
حفظ الله الوطن آمناً مستقراً بقيادة عميد آل هاشم جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحسين – حفظه الله ورعاه – وسدد دائما على طريق الخير والصّلاح خطاه .
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
...........
لستُ أفضل شباب الوطن، ولا أزاود على أحد منهم بكل تأكيد، فلدينا في كل محافظة و كل مدينة وكل بادية وكل قرية قصص نجاح لشباب أردنيّ حريص على وطنه وتطوره والإسهام في تحقيق التنمية فيه وبحاجة إلى من يسمعهم ويوصل صوتهم ويساهم في تمكينهم بالأدوات المتاحة ليكونوا شركاء في التطوير الإيجابي والإصلاح الحقيقي الذي نصبو جميعا إليه.
ولنتذكر دائماً أن مقدار وحجم الانتماء والولاء يقدران بمستوى العمل وحجم الإنجاز.
قد يجد أي شخص فينا انتقادات عديدة يوجهها للمسؤول في موقع مسؤوليته وهذا حق مشروع إن كان للصالح العام ولأجل النقد البناء، ولكن ربما يكفينا جلد الذات، ولنثق بأنفسنا وقدراتنا ولنواصل المسيرة بالنية الصادقة والتخطيط والعمل الجاد من أجل مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة من بعدنا بمشيئة اللّه.