13-07-2019 09:46 AM
بقلم : مصطفى الشبول
دخلت الأم إلى غرفة ابنتها طالبة الثانوية العامة (التوجيهي) قبل إعلان النتائج فلم تجدها ، ووجدت رسالة ملصقة على باب الغرفة من الداخل ، وكان مكتوب فيها :
أمي الحبيبة .. بندم وأسف شديد.. أخبرك أني قد هربت مع صديقي بالمدرسة لأني وجدت معه الحب الحقيقي فهو لطيف جداً ، وأنا متزوجة منه منذ ثلاثة شهور ...وقد قال لي : بأننا سنكون سعيدين جداً في حياتنا ، كما قررنا أن نعيش معاً إلى الأبد ،وسنحقق كل أحلامنا ، ولقد أخبرني أن الحشيش الذي يأخذه لا يضر ولا يؤذي ، وأن المخدرات التي يتعاطاها فيها متعة كبيرة ، ووعدني أن لا يدخل السجن مجدداً بعدما هرب منه بتهمة القتل ،لا تقلقي يا أمي لقد أصبحت راشدة وأنا أعلم كيف أعتني بنفسي وأولادي ، وفي يوم ما سأزورك لتتعرفي على أحفادك .... ابنتك المحبة..
ملاحظة أخيرة قبل ختام الرسالة ، أمي الحبيبة : أنا بمزح معك ...أنا مختبئ بالخزانة فقط أردت أن أريك بأنه يوجد في الحياة أمور أسوأ من نتائج الامتحانات ... أمي الحبيبة: النتيجة طلعت وأنا راسبة ... فرحت الأم بهذه الملاحظة وطلبت من ابنتها أن تخرج من الخزانة وحضنتها وقالت بفرح : الحمد لله ، إن شاء الله عمرك ما تنجحي ودموع الفرح تسقط من الأم وابنتها.
ربما أن هذه القصة وهميه ولم تحدث بالفعل، لكنها تحمل إشارات ورسائل رائعة ، فالدنيا لا تقف ولا تنتهي عند نتائج التوجيهي ، فالنجاح جميل و فضائه واسع وليس محصوراً بمجال واحد ، ولا يشترط النجاح في أي شيء من المرة الأولى ، فإذا قصّر في أول مرة فمجال التعويض موجود ، فكم من إنسان نجح في حياته بعد عدة محاولات باءت بالفشل ، وكم من دكتور ومسؤول على رأس عمله لم ينجح من المرة الأولى ، نحن نعرف أن أهالي الطلاب يعيشون على أعصابهم في هذه الفترة حتى صدور النتائج لكن ليعلموا أن أحوالهم ليست بأفضل من أحوال أبنائهم النفسية ...
فالأفضل أن ننشر الأمل في نفوس طلابنا وأن نبث التفاؤل في أرواحهم ، وأن نطلق الطمأنينة بينهم و نخبرهم بأن الفرج قريب وان ما بعد العسر يكون يسرا... وأن نكف عن إسماعهم بعض الكلام الجارح من تهديد ووعيد مثل (معك لفضاة البال من هون للنتائج ، أضحك بكرا بتطلع النتائج ومنشوف مين اللي بده يضحك ....).