حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,28 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 47575

تلولَحِي يا دالية

تلولَحِي يا دالية

تلولَحِي يا دالية

17-07-2019 09:57 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
سرايا - تلولحي يا دالية ... يا ام غصون العالية ... تلولحي عرضين وطول ... تلولحي لقدر أطول
مش عارف ليش وأنا اتناول افطاري لهذا اليوم بدأت اردد كلمات أغنية "تلولحي يا دالية" الامر الذي دفعني للبحث عن خفايا مشاعري لترديد كلمات هذه الاغنية.
أغنية تلولحي يا دالية هي من الاهازيج الشعبية لزفة العريس، والتي كنت اسمعها منذ أيام الطفولة أيام ما كنت ساكن بالحارة الغربية "حارة الحُفَّا" -هذا مصطلح له معانيه ويعرفه جيداً سكان مدينتي الحصن- بس كبرت شوي ودخلت الجامعة لاحظت ان بعض من الزملاء عندما يشاهدون شب نحيف وطويل يشبهوه بعروق الدالية (شجرة العنب)، بس كبرت، كبرت معنا القصة وتطورت وصار المجتمع يرددها كثيرا للتهكم على الواقع الذي نعيشه نتيجة عجز الحكومات والإدارات المختلفة لمؤسسات الدولة عن تحقيق التنمية المستدامة، التي أصبحت مجرد شعارات رنانة لن تمكننا من تذوق العنب ولا حتى الحصرم، فاصبحنا نناجي الدالية لكي تَتَلَوْلَح مؤملين منها ان تقترب منا لمسافة نستطيع منها ان نقطف ثمار العنب اللذيذة دون أي جهد،،،ولكن هيهات هيهات!!!!
المسألة بالمختصر سوء إدارة *** ما كل ولد فلان يملا هدومه
وما كل مناسب بالمكان المناسب *** كم واحد أطول من مقاسه كمومه
صرح العديد من أصحاب الدولة والمعالي بان مشكلة الأردن هي في الإدارة، إدارات عجزت عن تحقيق المأمول منها فأصبحنا نعيش واقعاً وليس غناءاً كلمات اغنيتنا التراثية "تلولحي يا دالية" سواء على الصعيد السياسي او الاقتصادي او التعليمي او الصحي او الخدماتي، فكلها تميل باتجاه المْلولَحَة، والكل يردد تلولحي يا دالية، فالزفة لم تنتهي، تلولحي الى أقصى مدى، حكومات متعاقبة رغم تصريحاتها لتحسين واقع الاقتصاد ومحاربة الفقر والبطالة والسعي لإصلاح واقع التعليم العالي وتنظيم موارد الدولة وتحديد الأولويات، والوعد بالخروج من عنق الزجاجة الا انها ما زالت تَتَلولَح عاجزة عن تحقيق اصلاح فاعل وتنمية مستدامة، غيرُ قادرةٍ على ان ترفع عن الشعب معاناته من فقر وبطالة وتدني لمستوى خدماته ومعيشته.
إن غياب العمل حول تحديد الأولويات وانعدام خلق الاستراتيجيات والقواعد الأساسية لها، ووضع الخطط التنفيذية وتحديد مؤشرات الأداء ومراجعة نسبة التنفيذ سيبقي (الدالية) تَتَلَوْلَح يُمنة ويُسره، وإن لم نسارع في مسك المقص لتقليم أطراف الدالية وإن لم نحدد قوانين وجهتها، أو المكانة التي يراد لها أن تستقر فيها، لكي يبقى معرّشها فسحةً لسعادتنا، ومتسعاً للبهجة في حياتنا ولنقطف ثمارها العسلية الطعم والمذاق، فإننا سنبقى سنردد تلولحي يا دالية.
وصدق من قال:
نقول أحسن ناس والوضع ماشي *** بس الخطط والرؤية شبه معدومة








طباعة
  • المشاهدات: 47575
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم