حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 18556

المعدلات العالية في الثانوية العامة الواقع والنتائج

المعدلات العالية في الثانوية العامة الواقع والنتائج

المعدلات العالية في الثانوية العامة الواقع والنتائج

29-07-2019 10:50 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور محمد علي صالح الرحاحله
مما لاشك فيه ان ظاهرة ارتفاع بورصة العلامات في امتحانات الثانوية العامة ووصولها الى اعلى مستويات المزايدة ظاهرة خطيرة لها اثار ونتائج سلبية على الوطن والمواطن على حدا سواء، وان النتائج العملية او التطبيقية لها تعكس واقعا مريرا لا يتماشى مع واقع تلك العلامات، ان هذا لا يعني ان نتراشق الاتهامات والتبريرات بل لا بد من النظر الى هذه الظاهرة بعمق ودراسة، فمن حيث المبدا فن هنالك عدة اسباب لارتفاع علامات الطلاب في الثانوية العامة ووصولها الى ما فوق التسعينات لابل العلامة الكاملة، ومهما كانت التبريرات الواقعية وغير الواقعية، ومن هذا الاسباب:

1.تدل وتشير هذه العلامات المرتفعة على انخفاض العلامات ونسب النجاح الامر الذي يقود العاملين والمشرفين عليها لرفع نسب النجاح من خلال زيادة العلامات لجميع الطلبة وبالتساوي وهذا يعني ان من يحصل على علامة ثمانين قد تصل الى خمسة وتسعون او اكثر.

2.ضعف وخلل اوقوة غير اعتيادية في الحلقات الثلاثة التي تتعامل مع الامتخان وهي المعلم والطالب والمنهاج واداة الامتحان وهذا يؤدي الى البند الاول وزيادة العلامات بصورة غير طبيعية.

3.الغاء بعض الاسئلة من الامتحان وبصورة سنوية واضافة علامات تلك الاسئلة الى علامة الطالب بدلا مناعادة توزيع العلامة على بقية الاسئلة، اما بسبب خطاء في السؤال او للاسباب اخرى، وهذا يؤيد الفرضية السابقة بفشل اداة الاختبار واليه وضعها وضعف في قدرات من يضع الاسئلة.

4.من الصعوبة بمكان حصول اي طالب على علامة كاملة خصوصا في المواضيع الادبية والتي اسئلتها موضوعية او مقالية الا اذا نسخ الكتاب كما هو حرفيا.

5.اتباع وسائل غش غير طبيعية و مبتكره لا يعرفها القائمون على الامتحان مما يجعل ايصال الحلول الصحيحية لتصل الى الطلبة و يضعونها على الاوراق مباشرة.

6.تسريب الاسئلة وايصالها الى الطلبة بوقت يستطيعون حل الاسئلة قبل الدخول الى الامتحان.
والنقاطتان الاخرتين يفسران حصول اعداد كبيرة من نفس المدرسة على علامات مرتفعة كما تشير الى ذلك المواقع الالكترونية اذا ان بعضها يقول بان مائة طلب حصول على علامات فوق التسعين من مدرسة واحدة وقد نشرت المواقع اكثر من خبر عن اكثر من مدرسة.

مهما كانت تبريرات وزارة التربية و التعليم فاني اعتقد ومعي الكثير من الناس حصول طلبة على العلامة الكاملة في اللغة الانجليزية والعربية حتى ولو كان من عباقرة عصره فكيف له ان يكون اديبا في اللغة العربية او الانجليزية ويحصل على علامة كاملة في موضوع الانشاء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟. وهل للغة الانجليزية لغة الام لكثير مما حصلوا على علامة كاملة في اللغة الانجليزية.

ومهما تكن حجج و تبريرات وزارة التربية و التعليم الا ان هنالك خلل كبير في هذا الامتحان الهدف منه اظهار ان طلبة الاردن عباقرة والحقيقة غير ذلك فاننا نجد على سبيل المثال لا الحصر مايلي:

1.ان نسب النجاح في الامتحانات العامة ما بعد الجامعة متدنية جدا على الرغم من نسب القبول المرتفعة في بعض التخصصات فمثلا على الرغم من ان معدلات القبول في فرع المحاسبة تفوق التسعين الا ان نسبة النجاح في امتحانات المحاسب القانوني متدنية جدا، وقد وصلت هذا العام الى حوالي 14% من المتقدمين.

2.نسبة النجاج في امتحانات الامتياز للاطباء لا تتجاوز 40% من المتقدمين علما بان قبول في الطب لا تقل عن 85% في امتحان الثانوية العامة.
3.وهكذا في بقية الامتحانات العامة والتي تجرى لتخصصات معينة نجد نسب الاجتياز منخفضة جدا.

4.تدني مستوى اللغة العربية وازيادة الاخطاء في الكتب الرسمية التي يضيغها من هم حصولوا على علامات عالية في الثانوية العامة.

5.فشل الطلبة الحاصلين على الثانوية العامة بمختلف فروعها بالحصول على وظائف لانهم لا يملكون مهارات في الوقت الحالي مقارنة مع الطلبة في السنوات السابقة حيث كان الطالب الحاصل على الثانوية العامة يمكن ان يقوم باي عمل بالمهارات التي يكتسبها في المدرسة وخلال دراسته مثل المحاسبة وغيرها من المهن.

6.على الرغم من العلامات الكاملة في اللغة العربية والانجليزية فاننا لم نجد ان هنالك الالف مؤلفة من الادباء في اللغة العربية والانجليزية لا بل لم نجد ان اردنيا واحدا قد حصل على جائزة نوبل للادب العربي او الانجليزي، وهذا يعني ان هنالك كرما غير محدود في وزارة التربية والتعليم في توزيع العلامات دونما عقلانية او واقعية او نظرة شمولية.

هاتن صورتان متعاكستان الاولى تعكس فشل ذريعا في امتحان الثانوية العامة وغرف الطلبة للعلامات بمغرافة كبيرة و بالكريكات و الثانية تعكس وتؤكد الفشل ليس في امتحان الثانوية العامة لا بل في التعليم الجامعي و في التعليم بمختلف مستوياته في الاردن ككل.

وهنا يجب ان اوكد على وضع حد اعلى لا يمكن تجاوزه في المواد الادبية و السئلة المقالية وخصوصا في اللغات بحيث لا تطون العلامة اكثر من تسعين او خمس وتسعون في احسن حالاتها وان لا يحصل على اكثر من تسعين في اللغات الا من كانت لديه مواهب ادبية خارقة او عدد لا يتجاوز اصابع اليد الوحده.

وحيث ان القاعدة الذهبية التي اتبعتها الشعوب التي ارتفعت من الحضيض الى اعلى مراتب الدول الا وهي اذا اردت ان تحصد بعد مائة علم فعلم شعبا التي علينا اتباعها والنظر من خلال تطوير المنظومة التعليمة الاردنية الى ما سيكون عليه الاردن بعد مائة عام.

ان هذا كله يقودنا الى شئ واحد هو فشل في المنظومة التعليمية في الاردن تخطيطا وتنظيما وتنفيذا ومتابعة ورقابة وهذا يتطلب ان تقوم الحكومة بدراسة المنظومة التعليمية وان تضع الخطط و البرامج لرفع سوية التعليم في الاردن بما في ذلك اعادة النظر بعطلة اليومين للمدارس وان تكون الحصص خسمون دقيقة و ليس كما هي الان، وليس جلب منظومات تعليمية من الخارج (نسخ ولصق) قد يكون وراءها ما وراءها من اهداف بل يجب ان تنطلق من المبادئ القومية والوطنية والتاريخية اليعربية والاسلامية.

واخيرا لطفا بالتعليم في الاردن لان التعليم بقوته وضعفة ينعكس على الوطن لمدة مائة عام واعان الله الاردن وحفظه من كل شر ومكروة وسخر له الابناء المخلصين ذوو النظرة البعيدة الشمولية الاستراتيجية، اللذين هدفهم النهوض بالاردن نهضة حقيقة وليس نهضة ورقية.








طباعة
  • المشاهدات: 18556
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم