بقلم : فهد خشمان الخالدي
رغم قناعتي بأَنني سأُتهم بالتَسحيج والتَصفيق وما إلى ذلك من تُهَمٍ يكررها دائماً (رَبع) ما يسمى المُعارضة (لغاية المُعارضة وإبراز الذات فقط) ..!! إِلا أَنني سأَكتب ما يَجول في خاطري ويَسبِرُ غَورَ قناعاتي في هذه الجُزئية مِن شخصية جلالة الملك .

لا تكاد اللفتات الإِنسانية تغيب عن جزئيات العلاقة التي تربط هذا الشعب بقائده ..!! علاقة اتسمت بالاندماج والذوبان بشكل قلَّ نظيره على مستوى الإِقليم والعالم ..!! كان آخر هذه اللفتات (جَبرُ خاطِر) عائلة الطالب المرحوم (محمد العزايزة) الذي توفاه الله إِثر حادث دهس قبل ظهور نتيجته في الثانوية العامة بأيام فقط ؛ لتحصل بعدها (روح) المرحوم على معدل (98.4) في الفرع العلمي ..!! فَلَم تقف لفتة جلالة الملك عند الاتصال بعائلة المرحوم مُقدماً لهم مشاعر المواساة على مصابهم الجلل ؛ بل وجّه وليّ عهده سمو الأمير الحسين لزيارتهم، وجَبر خاطرهم مرةً أُخرى ..!! موعزاً بإِطلاق بعثة دراسية بإِسم المرحوم إِكراماً له ..!! وعلى الرغم من أَن هذا الاتصال وهذه الزيارة لن يأَتيا بمن غيَّبَه الموت، إِلَّا أَنني على يقين بأَنهما أَزاحا كَمَّاً كبيراً مِن الحُزن الجاثم على كاهل ذوي الفقيد طوال الفترة الفائتة ..!! .

إِن اللفتات الإِنسانية في شخصية جلالة الملك، لم تقف عند هذه الحادثة فحَسب ؛ بل تعدّتها إِلى أَمثلة كثيرة لا مجال لذكرها الآن ..!! إِلَّا أَن هذه الحادثة تحديداً أَثارت شجوني وشجون الكثيرين غيري ..!! فكُلنا تأَلمنا لمصاب هذه العائلة ؛ كما تأَلم من قبلنا جلالة الملك ..!! وكُلنا عشنا شعور عائلة المرحوم وقت ظهور نتائج الثانوية العامة ؛ كما عاشه من قبلنا جلالة الملك ..!! حادثة كهذه ؛ من المؤكد اَنها ستمُر مرور الكرام عند البعض ممن حولنا ..!! إِلَّا أَنها في عقلية جلالة الملك ؛ لها وَقعٌ ووجهٌ آخر مُفعمٌ بالإِنسانية الخالصة ..!! .

زعيمٌ يحرص على (نَثرِ) اللفتات الإِنسانية حول شعبه أَينما حَلّ ..!! وزعيمٌ آخر (يَنثر) الدماء حول شعبه أَينما حَلَّ أَيضاً ..!! وزعيمٌ آخر لا يرى شعبه أَصلاً ..!! أَلا تستحق هذه الصفة التفكُر بطريقة الحُكم في هذا الوطن الطيب ..؟؟!! أَلا تستحق هذه الصفة لحظة إِنصاف بِحَق (ابو حسين) ..؟؟!! وهل كتب التاريخ يوماً سطراً واحداً يقول فيه أَن حُكم الهاشميين اتسم بالدموية والاستبداد بحق من حكموهم ..؟؟!! (سأَقبل بمثالٍ واحد مُقنع لتغيير كل قناعاتي بهذا الشأَن) ..!! كُل هذه التساؤلات وغيرها تستحق مِنِّا شيئاً ما مِن الواقعية حين نتكلم عن شخص جلالة الملك .

والله مِن وراءِ القَصد ،،،
=============== ( فهد خشمان الخالدي )