03-08-2019 07:34 PM
بقلم : هاشم الخالدي
لا اعتقد ان اردنيا واحدا من "عقربا" شمالا الى "العقبه" جنوبا لم يعتريه الغضب وهو يشاهد صور اليهود الصهاينه وهم يؤدون طقوسا دينيه داخل قبر النبي هارون في منطقة البترا .
هذا الغضب غير المسبوق ادى لاتخاذ وزير الاوقاف قرارا باغلاق مقام النبي هارون او ما يطلق عليه الاسرائيليون زورا " مقام الكاهن الاكبر .
الاخطر ايضا ما سبق من محاولات اسرائيليه بادخال سياح للاغراض التي يتعبدون بها سواء بالشعر المستعار او الابواق والتي ضبطتها الاجهزه الامنيه اثناء تفتيشهم قبل دخولهم للمعبر الجنوبي وهو ايضا ما كان مؤشرا على ان هؤلاء كانوا يخططون لمثل هذه الجريمه منذ زمن .
هل اتحدث بالعمق
اولا ومن حيث المبدأ : هذه ليست المره الاولى التي يقوم بها صهاينه باداء طقوس يهوديه في ذات المقام فهم معتادون على ذلك منذ سنوات وليس ادل على ذلك من التصريح الذي ادلى به رئيس سلطة منطقة البترا الدكتور سليمان الفرجات عندما قامت الدنيا ولم تقعد على تلك الصور وقوله ان معظم تلك الصور باستثناء عدد قليل منها يعود لست سنوات سابقه اي في عام ٢٠١٣ وهذا يعني اقتباسا كما ذكرت ان الحكايه قديمه وان هؤلاء الصهاينه كانوا يحظون بدعم لوجستي غير رسمي وتسهيلات لاداء الطقوس برعاية وحماية بعض شركات السياحه الاردنيه التي ارتضت على نفسها منذ ذلك الوقت ان تتلوث باستقدام السياح الاسرائيليين لبلدنا.
اما ثانيا فالاخطر بحسب رأيي ان يتم اغلاق هذا المقام مؤقتا بحسب تصريح وزير الاوقاف ، وهذا يعني ان المقام سيتم فتحه بعد ان تنتهي هذه الضجه ، وانا بالطبع مع فتحه لكن مع ضرورة وجود حمايه امنيه تمنع هؤلاء اليهود المتشددين من اعادة الكره باداء تلك الصلوات المقيته داخل وخارج المقام .
الامر الثالث : نريد من رئيس سلطة البترا او وزير الاوقاف او حتى الاجهزه الامنيه ان يكشفوا لنا كيف حصل اليهود المتشددين على ادوات الصلاه المتمثله بالبوق والشعر المسعار وغيرها من الادوات بمجرد وصول هؤلاء لمقام النبي هارون بالبترا في الوقت الذي كان النشامى من اجهزتنا الامنيه قد جردوهم من ادوات مماثله اثناء تفتيشهم لحظة دخولهم الاردن .
اذا دعونا نحدد هدفنا وهو ان نكشف هؤلاء المتعاونين الذين كانوا يمدون اليهود بتلك الادوات لمساعدتهم في اداء طقوسهم الدينيه ونريد ايضا ان يكشف لنا الفرجات والاجهزه الامنيه عن فحوى التحقيقات التي تمت مع حرس المقام حتى نستطيع ان نحل جزءا من الغاز تلك الحكايه ومنع تكرارها .
بالنتيحه : اعتقد ان ما حصل هو اخطر من حكاية طقوس بل هي بداية محاولة احتلال فاشله للاردن عبر البوابه الدينيه ، لان اطماع الصهاينه في الاردن ليست حديثه بل هي قديمه جدا لكن على ما يبدو انهم وجدوا ان يبدأوا هذه الحمله القذره عبر الايحاء لقطعانهم ان ارض البترا هي ارض يهوديه وان مقام النبي هارون شقيق النبي موسى فيها يدلل على ان البترا هي ارض الحضاره اليهوديه وهذا كله تزوير للتاريخ .
علينا ان نكون حذرين وعلينا ان نعي تلك الاطماع وعلينا ان نكشف اؤلئك المندسين بيننا ممن كانوا يدعمون تلك السياحه الدينيه لاجل حفنه من دولارات رخيصه .
والاهم ايضا ان لدى الاسرائيلين قناعه بان سيدنا موسى قد استراح في البترا اثناء ذهابه الى فلسطين لذلك لديهم قناعه بان قبر سيدنا موسى موجود بالقرب من مقام شقيقه وهم يبحثون عنه بعيدا عن اعين السلطات الاردنيه وهذا ايضا تزوير للواقع والتاريخ .
احذروا .. فهم يخططون لاحتلال لا اسلحة فيه ... احتلال كل ما فيه ابواق وشعر مستعار ...
اللهم اني بلغت ... اللهم فاشهد
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com