04-08-2019 03:33 PM
بقلم : د. نزار شموط
مسكينة هي الزرقاء تتقاذفها امواج المجالس البلديه التي تتناوب على بلديتها , وبدون انجازات تشعرك ان هذه المجالس والادارات افضل من سابقتها .
معالمها لا زالت تكتنفها الصوره النمطية والتي لم تتغير منذ عقود , شوارع بلا ملامح جمالية , عاريه من التزفيت نتيجة الحفريات , التي تنهشها دون ترميم , بحيث انك تتجاوز حفره وتسقط في اخرى , وتسجل مطباتها اعلى نسبة مطبات واسوأها على مستوى المنطقه . اما النظافه فتنبأ عن نفسها وبدون تعليق , والتلوث فحدث ولا حرج فتستقبلك الروائح الكريهة على مداخل المدينه , وانت قادم من عمان , غازات تُنفث من عوادم المصانع ومنها مصنع الجلود , ومن الشمال مصفاة البترول وهذه العوادم التي تعطر سمائها التي لم تعد زرقاء كما اسمها لكثرة ما ينفث فيها من غازات مؤذية للصحة العامة .
اما ارصفتها التي تعج بالبضائع فقد اصبحت واجهة للمعروضات التي تغولت عليها , وكأنها جزء من المحلات , ناهيك عن البسطات والتي اكتسحت باقي المساحات , فلم تعد تصلح للمسير , ودون اجراءات رادعه .
شوارعها الرئيسة تم تضمينها واصبحت ممتلكة لمستثمرين وتؤجر مواقف للسيارات
كما ان الزرقاء تسجل اقل نسبة تشجير على مستوى الوطن , ربما حتى تحافظ على هويتها بأنها صحراويه .
لا يوجد بها حتى متنزه يأمه ابنائها ( المشعتلين ) مع عائلاتهم في نهاية الاسبوع .
لا يوجد فيها معلم يقترن بها , سوى قصر شبيب , والذي لو سألت شباب الزرقاء ماذا تعرف عن قصر شبيب واين موقعه ؟ اراهن ان غالبيتهم لا يعرف هذا المعلم التاريخي فيها .
حتى مدخل المدينه الرئيسي دوار كبير غير منظم ابتلع مدخل المدينة , صار اسمه للعامه دوار ( ابو طافش ) , والذي يتهافت عليه محبي البزر والتسالي , حتى اصبح مكان للاختناقات المروريه , حيث تقف السيارات بشكل عشوائي ومزدوج لشراء البزر وعلى مرآى شرطة السير للاسف .
والله حرام ما تعانيه الزرقاء. وهناك قصور بائن بينونه كبرى ممن تعاقبوا على المجالس البلديه , ومجلس اللامركزية فيها .
يعلم الله كم احب الزرقاء , والكثير مثلي يعشقونها , هذه المدينه الدافئه بمحبة اهلها لبعضهم البعض ,والتي يسود بين اهلوها الالفة التي ربما تفتقر اليها باقي المحافظات
هي محافظة الجميع وحاضنة الجميع من شتى الاصول والمنابت , هي مدينة الصناعة الاولى , ومدينة العسكر والمعسكرات لجيشنا الغالي .
الزرقاء التي كانت في الماضي متنفس لاهالي عمان , بمتنزهاتها التي كانت تزنر نهرها الذي يحمل اسمها , نهر الزرقاء , هذا الشريان الجميل , الذي شحت مصادره نتيجة حفر الابار الارتوازيه , ورمي مخلفات المصانع في مجراه , والاهمال الذي جعله نهراً لا يحمل اي ملامح الانهار .
حتى ان ضفافة تم التغول عليها واصبحت تعج بالتجمعات السكانيه , ويرخص لها من البلديه للاسف , رغم خطورة هذا الامر . والشئ الاشد رعباً ان التجمعات السكانية اصبحت محاذيه لاسوارمصفاة البترول , ويرخص لها ايضاً , رغم ان حرم المصفاة عالمياً يجب ان لا يقل محيطه عن خمسة كيلومترات , وبناء عليه فالزرقاء الجديده تقع في حرم المصفاة بحسب المعيار العالمي .
والمطلوب ان يعيد اعضاء المجلس البلدي اولوياتهم , وان لا تكون المديونيه , والترهل في الاعداد الكبيره للموظفين , وقوى الشد العكسي في المحافظه , مبررات لتعطيل انجازاتهم
فالمدينه تأن من نقص الخدمات , وهناك عدم رضا , نأمل من المجلس الذي نحترمه , وعلى رأسهم رئيس البلديه المهندس صاحب الخلق الرفيع , ان يطلعوا بدورهم امام الله وامام الذين منحوهم اصواتهم , فهم يعلمون من البدايه صعوبة ما اقدموا للتصدي له , ويعلمون تمام العلم واقع الزرقاء , وما تحتاجه من جهد وتحدي , فالعمل العام تكليف وليس تشريف والمطلوب ان يتم بأسرع ما يمكن ترتيب الاولويات ضمن الامكانات المتاحه , وترميم ما يمكن للنهوض بهذه المدينه التي نحب , وان تشارك كل القطاعات , من غرفة تجاره وصناعه للمساهمه والاطلاع بدورها , وكذلك المصانع وعلى راسها مصفاة البترول بتقديم ما يمكن , فالكل مسؤول
والهدف ليس النقد والتجريح , وانما الحث على العمل والتصحيح .