05-08-2019 08:28 AM
بقلم : عبدالله علي العسولي
على اطراف حقل القمح بجانب الطريق العتيقة يربض بيت الوطن بيت الشعر بيت العز والفخر والمجد يؤمّه المحتاج والضعيف ومن تقطعت به السبل سيد البيت مضياف تسمع بمجده وكرمه القبائل ينصاه المحتاج وعابر السبيل
هناك امام مضماره ترَ هربجة النار تلفح الظلمة ويشق شعاعها عبر موجات هواء تموز وعلى اطرافها جمر يزهو بحمره تغلفه الوان مذهبة يتربع على تلك الجمار دِلال القهوة العربية النحاسية فتفوح ابخرتها لتنشر عبقها في انوف الحاضرين
تتوافد الجيران والمحبين ليستقبلهم عميد البيت ويجلسون في جلسة محبة واخوة ويستل احدهم ربابته ليعزف على اوتارها مواويل تبث في الوجدان حبا وحنينا وسرورا وتمر الصبايا من امام بيت الشعر تلبس احداهن (عُرجةً مذّهبةً)كانت قد ورثتها عن جدتها والتي طلبت منها أن تحافظ عليها –وتمر الصبايا يتمايلا من امام شق البيت ويبتسم احدهم ويتربع في جلسته مادّا يديه على كوفيته ليميل عقاله ويتابع بانظاره محبوبته التي تتباهى بعرجتها الذهبيه فتلمع من على وجنتها ابتسامات حب خجلى ونظرات عيون ذبلى تتلون الخدود بحمرة يغلفها خجل - تهفو الى الحبيب الذي يكلمها بعيونه لا بلسانه فيعشق الارض التي تمشي عليها المحبوبة وتسابق افكاره الريح يقلب بفكره حلاوه اللقاء بابتسامته المعهوده متلهفا الى شوق لقاء بعد وجد
وتتجدد القهوة وصوت المهباش يصدح بالحانه الشيقة تتلذذ وان تسمع دقات عزفه الرائعة بسيمفونيه فيها عبق التاريخ وكرم الضيافة اللاصق بألحانه
وراعي الغنم القادم من وراء الحقل يعزف بشبابته الحانا صادقه تنم عن راحة قلبه وضميره ويتجمع قطيع الغنم وشبابة الراعي يتهادى صوتها عبر الجبال المحيطة فيرجع صداها الباعث في الوجدان حلاوة المكان وصفاء الاذهان لتترك في صغار القطيع قفزات بهلوانية على اطراف صيرة الغنم تبعث في النفس الاعجاب والصفاء
ليلة عربية جمعت الوفاء والحب ولمّ الشمل ونخوة العرب ليهنأ الجميع وقد ارتاحت نفوسهم وسمت افكارهم وتعالت معنوياتهم
ادام الله هذا البيت واهله وقاطنيه ولتبقى يا وطني منارة عز ومجد وفخر
حفظ الله هذا الوطن وبقي شامخا كشموخ اهله الاخيار