05-08-2019 12:55 PM
بقلم : د. ابراهيم العابد العبادي
أعلم وادرك تماما مثل الغالبية العظمى من المواطنين... مدى وأهمية أن تكون للحكومات استراتيجيات وسيناريوهات للتحكم بخيوط اللعبة السياسية وتسيير الأعمال... وآليات للتغول على الدستور...ووسائل وطرق للالتفاف على القوانين والأنظمة تفعلها وتعطلها وفقاً لمصالحها......وحالها حال العديد من الحكومات في دول العالم...تنادي بالديمقراطية بإطارها الخارجي وتفرغ وتضرب المعارضة من الداخل.. بل تتجاوز ذلك أن تضفي على انتهاكاتها شرعية شعبية...ولتُظهر للجميع أن همها ودورها وعملها الأساسي ينصب على الانتصار للمواطن والحفاظ على المكتسبات والموارد... ويساندها بذلك مجالس منتخبة اسميا وأحزاب تعمل كواجهات ضعيفة وركيكة...وإعلام غائب تائه، وأقلام ورموز مأجورة...وصحف ومواقع اخبارية تباع وتشترى كما الرقيق....والكل في سبات عميق!!
نعم الحكومة تعتبرونا ساذجون... والى أبعد الحدود...وتتعامل معنا وفق ذلك المنطق، وهنا سأسرد بعض من الأحداث التي وقعت مع بداية سحابة هذا الصيف تحديداً أي على مدار الشهرين الماضيين فقط...فلن أتحدث عن الوضع الاقتصادي، او الواقع السياسي، او الترهل والفساد الاداري، او البنية التحتية المتردية، او واقع النقل المزعج، او غلاء الاسعار، او نسب الفقر والبطالة المتزايدة...الخ، حيث تمثل هذه الامور مرتكزات ذات ابعاد وعوامل تتباين وتتداخل أضحت قدرنا كأردنيين... بل سأتحدث عن أحداث عايشها الجميع بلا استثناء انطلاقاً من هذا الصيف كما أشرت انفاً.
البداية كانت مع اطلاق المسلسل "جن" المشؤم وما احتواه من قبح وايحاءات مرفوضة وعبارات نابية خادشه للحياء العام، انتفض لها الكثير وانكرها، ولكن تنصلت منها كل الجهات الرسمية، ونام عنها الاعلام الرسمي...ثم جاءت الصفعة الثانية والمرتبطة بمؤتمر أو ورشة المنامة وما حملت من ملامة شعبية غير رسمية، لننتقل سريعاً الى إعادة نبش قضية الدخان "مسيو مطيع" ووفاة اثنان من المتهمين.. وما زال الاعلام الرسمي يغط في سباته العميق...وبعدها بأسبوع تضج مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار تحاول النيل من جيشنا والاجهزة الأمنية، والاعلام الرسمي يغرد خارج السرب وكأنه في جزيرة منعزلة...لنصل الى خازق جديد تمثل بنشر وتبادل الاتهامات حول تصوير فلم جابر، وما يحمله من ابعاد غير بريئة المقصد والأهداف بتاتا... والذي بنظري لا يقل رذالة عن فلم المجون(جن)، ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل يخرج قرار رسمي من احدى الوزارات المعنية بإيقاف الموظف المعني بالحافظ على مقام هارون في البتراء، وكانه السبب في قدوم مجموعات تدعي التدين لممارسة تلموذيات بموقع أثري نبطي أردني، لكن الحقيقة انه الحلقة الأضعف ليتم تحميله المسؤولية...اما الأحدث فتمثل بهدية عن شهر عيد الاضحى مقدماً تمثلت بهروب ما مجموعه أربعين فتاة يعملن في ملهى ليلي عند المداهمة.. وعذر الهروب الحفاظ على سلامتهن...اما سلامة المجتمع!!! فإلى حيث ألقت برحلها أم قشعم....هل شعرتم معي بمدى ومقدار السذاجة التي نعيشها بكنف الحكومة!؟ نحن بظل مشكلة ادارية عميقة...حفظ الله الاردن من كل سوء ومن كل مسؤول لا يتقي الله.
د. ابراهيم العابد العبادي
مستشار وأكاديمي